هوّن السيد بلال جمعة رئيس اللجنة الوطنية للحوم البيضاء والحمراء من خطر مرض اللسان الأزرق المتفشي مؤخرا في أوساط الماشية في بعض المناطق الريفية، وأكد بأنه لا يشكل أي خطر صحي بالنسبة للمستهلك الذي عليه أن يبتر اللسان والمنطقة المصابتين والتخلص منها بطرق صحية والتمتع بباقي الأضحية دون خوف، مستبعدا في السياق أن يكون المرض سببا مباشرا في ارتفاع أسعار أضحية عيد الأضحى. وقال جمعة، أمس، في اتصال هاتفي مع "المساء" أن الغرف الفلاحية الموزعة عبر الوطن تقوم بدورها على أحسن وجه من أجل محاصرة الوباء والعمل على منع انتشاره، واعتبر أن الأسعار المرتقبة للخرفان بمناسبة عيد الأضحى هي أسعار بديهية وستتراوح مبدئيا من 32 ألف دينار إلى 35 ألف دينار كسعر أدنى لخروف متوسط الحجم، مرجعا السبب في ذلك إلى تصرف الوسيط بين الموالين والمستهلكين في الأسعار، وكشف المتحدث أن الوسيط الذي يبيع الخروف ب35 ألف دينار، اشتراه من الموال بأقل من 22 ألف دينار وهو ادنى الأسعار، ولهذا دعا جمعة إلى تقنين أسعار الماشية وكل المنتوجات الفلاحية دون استثناء، حيث تعرف السوق -يقول المتحدث- فوضى غير مسبوقة، داعيا الحكومة إلى التدخل. وأمام انتشار مرض اللسان الأزرق الذي بات يهدد الثروة الحيوانية، اتخذت الوزارة الوصية جملة من الإجراءات أعطت ثمارها وسجلت تقلصا في عدد الإصابات بهذا المرض ببعض المناطق الريفية على غرار ولاية تيارت والمناطق الجنوبية لتلمسان، حيث تم تطعيم الماشية وتربيتها في ظروف نظافة محكمة. وتم كذلك تكثيف الرقابة على مستوى الأسواق، وتوعية الفلاحين والموالين بضرورة الإبلاغ عن كل حالة كما اعتمدت عمليات التطهير عن طريق مادة الجير قبل وبعد عملية بيع المواشي على مستوى الأسواق ووسائل النقل، مع ضرورة التخلص من الحيوانات المصابة في مكان يخصص لذلك دون رميها في الطبيعة حتى لا ينتقل المرض بسهولة، فضلا عن استعمال المبيدات التي تستعمل لإبادة الحشرات الناقلة للمرض مثل البعوض. ومن النصائح التي تم تقديمها للموالين والمربين، الابلاغ الفوري عن أية حالة لهذا المرض لأقرب نقطة للمصالح البيطرية سواء طبيب بيطري خاص أو عمومي والتخلص من الحيوانات المريضة في حال وفاتها عن طريق الحرق في أماكن مخصصة لذلك. وأوضح المختصون أن أعراض الماشية المريضة تكون بارتفاع درجة الحرارة ما فوق أربعين لمدة سبعة أيام الأولى تتبعها إصابة الحيوانات بالدوران (الدوخة) والخمول مع فقدان الشهية، كما انه يقع سيلان أنفي مائي لتصبح من بعد قيحية، وتأخذ الأغشية المخاطية والشفاه وأحيانا اللسان اللون الأحمر المائل إلى الزرقة، بالإضافة إلى الإجهاض عند الماشية الحاملة وتدهور الحالة الصحية للحيوان مما يؤدي إلى موته. وينصح المختصون بالقيام بأعمال تحول دون انتشار هذا المرض والمتمثلة في إبادة الحشرات بأنواعها لأن الإصابة تأتي عن طريق الحشرات التي تنقل المرض ويمكن إبادتها بواسطة الرش بالمبيدات في كل المساحات التي تتواجد بها الأغنام ورش الجدران بالجير.