انطلاقا من فكرة محاربة أشكال الفساد ،ومظاهر الإنحلال الخلقي الذي يعصف بمجتمعنا ،والدي تجتهد مختلف المؤسسات على اختلاف ضروبها لدحره ،ظهر موقع" ميراث السنة " بمباركة"الشيخ شيبان "في شكل جديد ومستحدث، ليكون جسر تواصل بين الجيل الجديد والسلف الصالح ، بهدف الدعوة إلى إصلاح المجتمع ،وحتى يكون موقعا مناهضا للمواقع التي تسعى لإفساد شباب الأمة العربية. بعد ثلاثة أشهر من البث التجريبي لموقع" ميراث السنة" هذا الموقع الذي يشرف عليه "الشيخ عبد الفتاح "، داعية عاد للجزائر منذ سنة بعد أن قضى بالمملكة العربية السعودية ثلاث سنوات في دراسة وطلب العلم والإجتهاد على يد أكبر مشايخ وعلماء السعودية أمثال الشيخ المفتي العام للمملكة عبد الله بن محمد بن عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ محمد لعروسي عضو هيئة كبار العلماء،وكذا الشيخ عبد الله المطلق في الفقه والإقتصاديات، وكوكبة كبيرة من علماء الحجاز والمملكة وبمساعدة تقنيين ومشاركين هم على التوالي؛الشيخ أمين إمام بمسجد باريس،الشيخ نسيم بوربيكة رئيس المركز الإسلامي بقطر ،الشيخ عبد المالك ،نسيم مغراوي والعربي زيان وكذا الأخت سهام من السعودية والتي عملت على ترجمة الموقع إلى اللغة الإنجليزية، ويشارك فيه عدد هائل من العلماء على المستوى الوطني و العربي. الفكرة كانت منذ ثلاث سنوات وللجمعية حق على الأجيال وعن فكرة إنشاء "ميراث السنة" فقد ذكر مُؤسّسه والمشرف عليه الشيخ عبد الفتاح أنه وبعد عودته من السعودية عاد بأفكار جمة سلمية دعوية،إصلاحية تربوية تهدف إلى تنقية المجتمع وإصلاحه، ولأن مظاهر الفساد وجدت لها طريقا واسعا في الجزائر سواء على الجانب الخُلقي أو الفكري والعقائدي والذي غذته بعض القنوات الفضائية ،فقد كان ضروريا تجسيد هذه الأفكار لمحاربة أشكال الإنحراف. وعن تسمية الموقع "ميراث السنة"، فقد ذكر الشيخ عبد الفتاح أن الشعب الجزائري سني ،وهذه الملة الحميدة قد اقتُبست من السلف الصالح وواكب هذا المنهج الموكب الصالح من علماء جمعية العلماء المسلمين التي يُعتبر الشيخ ثمرة من ثمارها وحاملا لواجب استكمال أهدافها،أما كلمة الميراث فيقصد بها ما أورثه الرسول عليه الصلاة والسلام والذي انتهجته جمعية العلماء المسلمين،وقد تم اعتماد الأنترنيت كوسيلة للتغيير وتجسيد العمل الإصلاحي، ليكون موقعا مناهضا للمواقع المفسدة التي سلبت عقول الشباب ،انطلاقا من تأثيره واجتذابه لهم. وعن اختيار الجمعية كمبارك لهذا الموقع فقد رد الشيخ عبد الفتاح أنه أحد تلامذة الجمعية وعضو فيها، كما أن رموز الجمعية المسلمين التي لا يخفى وزنها ودورها على المستوى الوطني والعربي واعتبارها مرجعية دينية يعتمد عليها أكبر مشايخ المشرق العربي ويفتخرون بها وبدورها الفعال في تثبيت الهوية وإصلاح المجتمعات، في حين يغيب هذا التقدير والعرفان في الجزائر، فإنه كان من باب الواجب ومن حق هؤلاء الرموز أن ننقل دورهم ونذكر مناقبهم وننشر فضائلهم، وهذا الإحياء للموروث ونقله للشباب الذين ارتبطوا بكثير من علماء العرب ،في حين أنهم أهملوا ما نملكه من ميراث هذه الجمعية ومشايخها. الموقع إصلاحي ويمس مختلف الأطراف والقضايا وعن أهم محاور الموقع وأهدافه، فقد حدّثنا المشرف العام أن الموقع يحتوي على ثمانية محاور حرص فيها على الإلمام بين مختلف الشرائح فخصص مساحة لترجمة العلماء وكتاباتهم بداية بمشايخ وعلماء الجزائر مرورا بعلماء من الشام ،والحجاز ،المغرب ،مصر ،إضافة إلى منتدى الموقع، وركن الأخوات خاص بالمرأة واهتماماتها، ويشارك في إثراء هذا الموقع كوكبة من أكبر مشايخ العالم الإسلامي على غرار الشيخ "بدر ابن الطامي ،العثيمين ،ماهر ياسين الفحل ،الشيخ حسام الكيلاني ،وآخرين من الجزائر أمثال الشيخ نسيم بوربيكة رئيس المجلس الإسلامي القطري ،الشيخ عبد الفتاح ،الشيخ أمين إمام بمسجد باريس...،ويهدف الموقع إلى إنقاذ الشباب مما هم فيه من المغاوي الأخلاقية ،ومحاصرة مختلف الآفات الإجتماعية علميا ودعويا من خلال احتوائهم ،وتربية النشء على مكارم الأخلاق ، فضلا عن إصلاح النفس والعائلة والمجتمع ،زيادة عن المساهمة في البرامج الدعوية ،ونشر منهج العلم النافع والعمل الصالح في المجتمع ،بالإضافة إلى ربط المسلمين بهويتهم ،وتاريخهم النبيل ،دون التغاضي عن تدعيم العلم الأكاديمي الذي يرى الشيخ أن المساجد لابد أن تساهم فيه بشكل كبير، من خلال أداء عملها المنوط بها في الإصلاح ومحاربة المفاسد والآفات، كما يهدف الموقع إلى توضيح مضار الفساد العقائدي على المسلمين... الشيخ شيبان يبارك الموقع ويفتخر بأصحابه لأن الموقع عمل على ربط الشباب بتاريخهم وسلفهم من خلال الميراث الذي أورثه علماء ومشايخ الدعوة والإصلاح ،ابتداءا من السلف الصالح مرورا إلى ما خلفته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذين حرصوا على إبْراز دورهم ،واجتهاداتهم في الدعوى، ولأن الموقع يهدف إلى الإصلاح ودحر الضرر عن الأمة فإن الشيخ شيبان لم يتردد في مباركة الموقع الذي رأى فيه امتدادا لأهدافها ،مُرحبا بكل عمل فيه خير للإسلام والمسلمين خاصة وأن الجمعية تبتعد عن المواقع المتطرفة ،بينما تميل وتحبذ المواقع الإصلاحية. زهية رافع