قال زجّال فلسطيني أنه تمكن بعد ثلاث سنوات من البحث الميداني، من جمع 135 سيرة ذاتية وأشعار لزجالين فلسطينيين في الوطن والشتات ظهروا خلال المائتي عام الماضية، وقال نجيب صبري الذي أصدر بيت الشعر الفلسطيني في رام الله الجزء الأول من أصل خمسة أجزاء لديوان الشعر الشعبي "فرسان الزجل والحداء الفلسطيني" الذي جمعه وأعده "عملت على جمع ما استطعت إليه سبيلا عبر ثلاث سنوات من العمل الميداني لتوثيق الزجل الشعبي الفلسطيني والحداء·· وكانت البداية منذ عام 1820 بالشاعر الشعبي حليوة الكفرعيني"· ويقدّم صبري في الجزء الأول من ديوان بيت الشعر الشعبي الواقع في 355 صفحة من القطع المتوسط، تعريفاً بأبواب الحداء الفلسطيني مع إعطاء أمثلة لكل منها قبل الانتقال إلى سرد سير ذاتية وأشعار كتبها 26 شاعراً شعبياً فلسطينياً رحل عدد منهم دون أن تجمع أشعارهم أو توثق، وقال صبري "من بين 135 شاعراً شعبياً فلسطينياً جمعت أشعارهم وسيرهم الذاتية وجدت 100 منهم لم يذكروا أبدا خلال بحثي عن ما كتب عن الشعر الشعبي رغم أشعارهم المهمة ومساهماتهم الكبيرة في إثراء الشعر الشعبي الفلسطيني"· وأضاف "يمكنني القول أنّ هذا أوّل عمل فلسطيني يعمل على توثيق الشعر الشعبي الفلسطيني، هذا الشعر الذي حافظ على الهوية الفلسطينية، وفي كل مرحلة من التاريخ الفلسطيني نجده يجسد تلك المرحلة بعبارات عفوية بليغة هي أصدق ما يكتب حول التاريخ"· ويأمل صبري أن يشكل عمله إسهامة جيدة في المكتبة الفلسطينية خاصة والعربية عامة ومادة جديدة لخدمة الباحثين والمهتمين بالشعر الشعبي والزجل والحداء· ويحفل الشعر الشعبي الفلسطيني بالغزل والمدح والرثاء، إضافة إلى القضايا السياسية والوطنية التي تجسد الأحداث خلال الفترات المختلفة، ويرى صبري أن عدم توثيق الشعر الشعبي يعني ضياع موروث ثقافي كبير في وقت "يغيب فيه اهتمام المؤسسة الرسمية الفلسطينية وغير الرسمية في الحفاظ على هذا الموروث وتقديم الدعم للشعراء الشعبيين"· ويقتصر الزجل والحداء الفلسطيني على الرجال مع ظهور نساء كانت لهن مساهمات في الأغاني النسائية التراثية· وقال صبري "عندما نتحدث عن الزجل والحداء الفلسطيني، فإننا نتحدث عن الرجال فقط في هذا النوع من الشعر ولم تظهر امرأة تؤدي الزجل الفلسطيني"· وقال الشاعر الفلسطيني مراد السوداني رئيس بيت الشعر الفلسطيني، إن الديوان يتميز بأنه يقدّم "أعلام الزجل والحداء الفلسطيني لأول مرة"· وأضاف "إنّنا نعمل حالياً على استكمال الأجزاء الأربعة الأخرى من موسوعة ديوان الشعر الشعبي والتي هي قيد الطباعة والتدقيق وستكون جاهزة خلال الأشهر القليلة القادمة، والتي تقدم الشعراء الشعبيين الفلسطينيين لأوّل مرّة في كتاب مع سيرهم وإبداعاتهم الشعرية"· وأوضح أن هذه الموسوعة ستعمل على إعادة بث الحياة في الشعر الشعبي، وقال "سيكون في فلسطين خلال الأشهر القادمة مهرجان كبير للزجل الشعبي الفلسطيني، استعداداً للمشاركة في فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية العام القادم"·