هذا ما فعلته مصر الحضارة، بالمناصر الجزائري حملاوي هامل (46 سنة) تاجر من ولاية قسنطينة، حزم أمتعته نحو بلاد الفراعنة عبر تونس وبالتحديد من مطار قرطاج الدولي، لمؤازرة الفريق الوطني في مقابلته التي جمعته بستاد القاهرة يوم 14 نوفمبر الماضي. المناصر الجزائري الذي سبق له وأن تعرض لاعتداء من طرف المصريين بنفس الملعب خلال مقابلة الجزائر مصر سنة 1989 في إطار تصفيات كأس العالم 1990، حيث تم رميه من الطابق الثاني للملعب ما سبب له العديد من الجروح والكسور، لم يكن يدري أن ما ينتظره بعد المقابلة أفظع مما تعرض له سنة 1989، حيث ورغم فوز المنتخب المصري في هذه المباراة بنتيجة هدفين لصفر، إلا أن العديد من المناصرين الجزائريين عاشوا الجحيم على أرض مصر على حد تعبير هامل حملاوي الذي زار دار الصحافة بقسنطينة وسرد لنا ما حدث له، حيث قال أنه وبعد المقابلة مباشرة غادر الملعب رفقة 35 إلى 40 مناصرا جزائريا إلى الفندق الذي كانوا يقيمون به وهو فندق أوروبا، حيث بدأت أولى بوادر الشر بعدما تم اعتراض سبيلهم من أنصار متعصبين استعملوا حجارة الرصيف للاعتداء عليهم مما تسبب في العديد من الإصابات للركاب ومع صعوبة الوصول إلى النزل كان مشهدا مروعا آخر في انتظارهم أمام النزل حيث كان يقبع حوالي 300 مناصر مصري كانوا يريدون اغتصاب فتاة جزائرية كانت محتمية بالعلم الوطني. السيد الهامل لم يحتمل هذا الموقف وتدخل بكل شجاعة لإنقاذ الفتاة ابنة الجزائر والتي كانت على بعد حوالي 50 مترا من النزل، حيث وبعد تحريرها وجد نفسه محاصرا بالعديد من المناصرين الذين كانوا يشتمون الجزائر ورموزها أمام مرأى رجال الشرطة الذين لم يحركوا ساكنا. الشاب الجزائري وجد نفسه بعدما تم اقتياده من طرف المناصرين المتعصبين أمام مجموعة من الأشخاص بلباس محترم كان يظن أنهم جاءوا لتخليصه من الأنصار، لكن الأمر لم يكن كذلك حيث قام أحد هؤلاء بسحب آلة حادة تشبه الآلات الجراحية من محفظة كان يحملها معه وخاطب الجماهير المجتمعة ماذا تريدون أن أكتب على بطنه؟، ليكون جواب المتعصبين عماد متعب مسجل الهدف الثاني في مقابلة مصر والجزائر، ودون أدنى إحساس وبكل برودة دم قام ذلك الرجل بكتابة اسم اللاعب على بطن المناصر الجزائري وهو يقول له إذا مت فخذ الإسم معك إلى قبرك وإذا بقيت حيا سيبقى الاسم معك طيلة حياتك، ليقوم بعد ذلك بنزع قطعتين من لحم فخذ المناصر الجزائري أمام مرأى الجمهور. بعض الجماهير رأفوا لحال الجزائري حيث تقدموا منه مطالبين بفك قيوده بعدما تعدت الأمور الخطوط الحمراء، حيث دخل هؤلاء الأنصار في مناوشات مع السفاح والمتعصبين، أسفرت عن تخليص المناصر هامل حملاوي والذي تم اقتياده إلى مستشفى الأهرام حيث عاينه طبيب فلسطيني ونصحه بمغادرة المستشفى لخطورة الوضع، ليتم تحويله من طرف جزائريين إلى الفندق الذي كان يأويه وبعد ذلك إلى السفارة الجزائرية ليسافر بعدها يوم 15 نوفمبر إلى السودان. المناصر القسنطيني توجه بعد عودته إلى أرض الوطن إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى ابن باديس بقسنطينة حيث قام بإعداد ملف كامل عن الاعتداء تحت إشراف البروفيسور بن حركات رئيس المصلحة وعضو أكاديمية الطب الشرعي في البحر الأبيض المتوسط والذي وعد بدوره بمتابعة الملف إلى آخره وعلى أعلى المستويات خاصة بعدما تبين بأن الذي كتب على بطن المناصر الجزائري شخص محترف.