حل أمس بمقر “الهداف” هامل حملاوي ابن قسنطينة الذي كان ضحية تعذيب وحشي من طرف المخابرات المصرية -حسبه- بعد مباراة الجزائر في مصر التي احتضنتها القاهرة في 14 نوفمبر الفارط بمقر “الهداف” أمس ليس لسرد وقائع الألم الذي سببه له من عذبوه بل ليشتكي تنكّر السلطات الجزائرية له وعلى رأسها الوزير هاشمي جيّار الذي وعده بالمساعدة ونقله إلى جنوب إفريقيا رفقة المناصرين الذين تم إدراج أسمائهم ضمن وفد الأنصار المتنقلين إلى جنوب إفريقيا، حيث يرى أنه الأمر الوحيد الذي سيخفف عنه معاناته بعد الذي شاهده في الفترة السابقة، كيف لا وهو الذي عُذّب بوحشية في مصر وذنبه الوحيد أنه أنقذ امرأة جزائرية من أيدي “الفراعنة”-على حد تعبيره-. آثار الصدمة لا زالت بادية على وجهه وبدت آثار الصدمة واضحة على هامل حملاوي الذي كان يأمل أن يعيش في هدوء قبل أن يتعرض إلى الجحيم في مصر، حيث لم يكن يقوى على الكلام من هول ما عاشه ويأمل أن يحقق حلمه بالتنقل إلى بلاد “البافانا بافانا“ ويرى أنها الفرصة الوحيدة التي تحقق له مبتغاه في رؤية عنتر يحيى زياني والآخرين، ويريد أن يشاهد عن قرب المنتخب الوطني ولا يريد تضييع فرصة التواجد في المدرجات وهو الذي رافق “الخضر” في المونديال منذ 1982. جمعية “لاراديوز” كرّمته وتزامن وجود هامل حملاوي في مقر “الهداف” مع وجود جمعية “لاراديوز” التي قامت بزيارة إليها، حيث ألقى رئيسها قادة الشافي كلمة تضامنية عبّر من خلالها عن تضامنه باسم كل الجزائريين مع ابن قسنطينة واستعداده لمساعدته على قدر المستطاع، وهو الكلام الذي أثّر في الجميع وجاء ليعبّر عن تقاسم الجزائريين لمآسي بعضهم البعض، كما تم تكريم هامل حملاوي من طرف جمعية “لاراديوز”. هامل حملاوي: “أريد اقتناء حبوب منومة لأني لا أريد مشاهدة المنتخب الوطني لأول مرة على الشاشة” وقال هامل حملاوي: “صدقوني أني لا أريد تضييع فرصة التواجد في المونديال لأشاهد المنتخب الوطني عن قرب، ولأكون صريحا معكم أريد أن أقتني حبوبا منوّمة لأنه لا يمكنني أن أتخيل نفسي وراء الشاشة لمشاهدة الخضر”. “أنا منذ أيام في المطار أودّع الأنصارالمتنقلين إلى جنوب إفريقيا” وواصل هامل حملاوي كلامه قائلا: “منذ أيام وأنا معتكف في المطار لأشاهد أنصار المنتخب الوطني الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا، وهذا الأمر حزّ في نفسي كثيرا لأني كنت أتمنى أن أكون واحدا منهم، وأتمنى من صميم قلبي أن لا أضيع فرصة مشاهدة المبارتين أمام إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية بعد أن ضيعت مباراة سلوفينيا، وأتمنى أن يلقى ندائي آذانا صاغية من طرف السلطات المحلية”. “الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو أملي بعد الله عز وجل” ووجّه هامل حملاوي ندائه إلى السلطات العليا وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي ناشده ابن قسنيطينة بالتدخل لرد الإعتبار له بما أنه عُذّب بعد أن دافع عن شرف امرأة جزائرية، وقال في هذا الصدد: “أملي كبير في فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعد الله عز وجل، أنشاهده عبر جريدتكم المحترمة لمساعدتي وتحسين وضعيتي التي تعرف تدهورا كبيرا في الفترة الأخيرة بعد أن أوصدت كل الأبواب في وجهي، أنا كغيري من الجزائريين ورغم كل ما عشته إلا أنني فخور بأني أنقذت شرف امرأة جزائرية، وأملي كبير في أن ألقى العناية اللازمة من فخامة الرئيس الذي أعرف أنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام كل من سالت دماؤهم في سبيل هذا الوطن”.