أكد الأمين الأسبق للأمم المتحدة السيد بطرس بطرس غالي أن السلطات الجزائرية "محقة" في رفضها للجنة التحقيق التي أقرها الأمين العام السيد بان كي مون في تفجيري 11 ديسمبر 2007· وأوضح السيد بطرس غالي في حديث ليومية "الخبر" الصادرة أمس أن الأممالمتحدة "لا يمكنها أن تفرض على الجزائر لجان تحقيق ما دامت السلطات الجزائرية رافضة لها"، مؤكدا في ذات الوقت أنه ليس لهذه اللجان طابعا إجباريا· وبخصوص موقف الجزائر الرافض للجنة التحقيق ذكر السيد بطرس غالي أن السلطات الجزائرية "محقة في موقفها وفق ما تنص عليه المادة 2 فقرة 7 من نظام المنظمة الأممية والتي تقر بانه لا يحق للاممم المتحدة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء· وأبرز في السياق أن ما يحدث في الجزائر قضية داخلية بحتة لا يمكن التدخل فيها إلا إذا طلبت الحكومة الجزائرية مساعدة من الاممالمتحدة· وذكر الأمين الأممي الأسبق أنه لن تكون اية "انعكاسات" تبعا لهذا الرفض، وكل ما يمكن أن يحدث هو أن يسجل الأمين الأممي في تقريره "أسفه" لعدم استجابة الجزائر لطلب تشكيل لجنة تحقيق· وأضاف قائلا أن المنظمة الاممية لا يمكن لها فرض عقوبات على الجزائر إلا إذا اجتمع مجلس الأمن وأصدر قرارا حول هذه المسألة وهذا أمر مستبعد - حسبه - إضافة إلى أنه لا توجد سابقة مماثلة في تاريخ المنظمة على خلفية رفض دولة للجنة تحقيق أممية· يذكر أن رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم كان قد وصف مؤخرا قرار الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون القاضي بتعيين "مجموعة تحقيق مستقلة" ل "تسليط الضوء" على الاعتداء الإرهابي الذي اقترف على مقر الأممالمتحدةبالجزائر يوم 11 ديسمبر الفارط ب "الإجراء الأحادي الجانب"· وأكد السيد بلخادم أن هذا الإجراء لا يمكن الترحيب به لأن الجزائر تقوم بواجبها بشان هذه المسألة، مبرزا أنه لم تتم استشارة سفير الجزائر لدى الأممالمتحدة كما لم يؤخذ برأي الجزائر· أما وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نورالدين يزيد زرهوني فقد احتج على قرار الأمين العام الاممي متسائلا عن الجديد الذي ستأتي به هذه اللجنة مقارنة بالعمل الذي قامت به السلطات الجزائرية· كما أعرب السيد زرهوني عن استيائه لموقف مسؤولي منظمة الأممالمتحدة الذين يتصرفون -كما قال- "كالعذراء الزائفة التي تصاب بالهلع" وفي رده من جهة أخرى عن سؤال يتعلق بمسؤولية الاممالمتحدة عما يحدث في العراق أو في فلسطين قال السيد بطرس غالي أن من مهام الأممالمتحدة الرئيسية اتخاذ مواقف حول خروقات حقوق الإنسان تماما مثلما تقوم به اسرائيل ضد الفلسطينيين مؤكدا أن عدم اتخاذها لمثل هذه المواقف هو إحدى نقاط الضعف في منظمة الاممالمتحدة"·(واج)