طرحت عودة تلاميذ الأقسام النهائية بالعاصمة للإضراب أمس، أكثر من تساؤل خاصة وأنه تزامن مع إعلان لجنة مندوبي هذه الأقسام تأجيل الإضراب المفتوح إلى غاية 2 فيفري المقبل وكذا عودة تلاميذ عدة ولايات عبر الوطن، كما نقل مراسلو "المساء"، إلى مقاعد الدراسة بعد التصريحات المتتالية والتطمينات التي قدمتها الحكومة عبر وزارة التربية الوطنية حول التكفل بالانشغالات المطروحة· وفي تعليقه على ما قام به ثانويو العاصمة أمس، أكد المستشار الإعلامي على مستوى وزارة التربية في اتصال هاتفي، أن معظم التلاميذ عادوا إلى مقاعد الدراسة لمزاولة دروسهم بصفة عادية في مختلف الثانويات عبر الوطن بعد تطمينهم من قبل الوصاية وأشار إلى أن الوزارة " لا تدخل في جدل "بخصوص العودة للإضراب وستشرع في اتخاذ الإجراءات المناسبة منها اتخاذ الغيابات بعين الاعتبار خاصة بعد الإجماع على استئناف الدراسة ووقف الحركة الاحتجاجية التي دامت أسبوعين كاملين· وسعيا منها لامتصاص غضب الطلبة ووقف احتجاجهم أكدت الوزارة في عدة بيانات وعلى لسان وزير القطاع السيد بوبكر بن بوزيد، تكفلها بانشغالاتهم أهمها الأسئلة المنتظرة في امتحانات الباكالوريا التي سوف تكون حتما من الدروس التي تابعها التلاميذ خلال السنة، كما نصبت لجان ولائية تشرف عليها مديريات التربية لمتابعة سير وتقدم البرنامج وذلك فضلا عن لجنة وطنية يشارك فيها الأساتذة وممثلو تلاميذ السنة الثالثة ثانوي وأولياؤهم للوقوف أسبوعيا على الوضعية الحقيقية لتطبيق المناهج وحصر المشاكل التي تعترض تطبيقها· وفي خطوة أخرى لتهدئة الوضع داخل القطاع الذي شهد مؤخرا إضرابات متتالية تراجعت الوزارة عن بناء مواضيع الاختبارات على أساس المقاربة بالكفاءات في بكالوريا 2008 وتأجيل العمل بذلك بصفة تدريجية إلى دورة جوان 2009، كما أعدت مواضيع نموذجية مطابقة لمواضيع الامتحان لوضعها تحت تصرف المؤسسات التربوية، لتعويد التلاميذ على معالجة هذه الاختبارات حيث سيشرع في تجسيد العملية قبل إجراء الامتحان التجريبي خلال الفصل الدراسي الثاني· من جهة أخرى قررت الوزارة تنظيم ملتقى وطني على مستوى اللجنة الوطنية لمتابعة المناهج الثلاثاء المقبل يجمع ممثلي اللجان الولائية ومفتشي المواد وأعضاء اللجنة الوطنية للمناهج من أجل إعداد تقرير مرحلي على المستوى الوطني بما يمكن من تحديد الآجال النهائية لتطبيق المناهج وذلك في إطار أخذ انشغالات تلاميذ الأقسام النهائية للتعليم الثانوي بعين الاعتبار وتطمينهم بإنهاء المقرر الدراسي في الوقت المناسب· فاعتراف الحكومة بالمطالب المشروعة للتلاميذ وتطميناتها عن طريق وزارة التربية للتكفل بجميع الانشغالات جعل العودة إلى مقاعد الدراسة متفاوتة أمس، في العاصمة، حيث استجاب عدد من الطلبة للدعوة لمواصلة الإضراب· وكان تلاميذ الطور النهائي للتعليم الثانوي بالعاصمة قرروا الدخول في إضراب مفتوح ابتداء من أمس، حيث تجمع في الصباح ممثلون عن ثانويات الوسط والغرب والشرق في ساحة أودان قرب الجامعة المركزية أمس، مطالبين ب "تحديد المناهج الدراسية التي ستختار منها أسئلة امتحانات شهادة البكالوريا"· وتجمهر أكثر من ألف طالب أمس، أمام ثانوية الإخوة عروج وخير الدين بربروس حيث أعربوا من خلال هتافاتهم التي دامت أكثر من ثلاث ساعات عن غضبهم عما أسموه ب "تجاهل الوزارة الوصية لمطالبهم"، موضحين أن هذه الأخيرة قراراتها لم تعالج النقاط الأساسية"، مما جعل التلاميذ يخرجون عن صمتهم منذ ثلاثة أسابيع ليقرروا الدخول في إضراب مفتوح بعد أن عادوا إلى مقاعد الدراسة منتصف الأسبوع الفارط· ممثلو الطلبة ممن التقتهم "المساء"، بعين المكان، أكدوا أنهم مصرون على تصريح رسمي من وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد في ندوة صحفية، يحدد خلالها المناهج التي سيتم منها اختيار أسئلة امتحانات شهادة البكالوريا· وعن قرار الوزارة الوصية والمتعلق بإرسال نماذج من أسئلة الامتحان للطلبة قبل نهاية السداسي الثاني، صرّح ممثلو الطلبة أنهم لا يستطيعون رهن مستقبلهم بهذه النماذج، كما لا يمكن الجزم أنها ستكون نفسها بالامتحانات الرسمية، وحسب أحد طلبة ثانوية ابن خلدون ببلدية باب الزوار، فإن مشكلة طلبة الأقسام النهائية التي مسها مشروع إصلاح المنظومة التربوية لن يتوقف عند هذا الموسم الدراسي، بل سيمتد الى باقي الدفعات كون البرامج المسطرة لا تتأقلم مع الساعات الدراسية المخصصة لكل مادة وهو ما يؤثر على التحصيل العلمي، في الوقت الذي وجد فيه الأساتذة حسب التلاميذ صعوبة في تلقين الدروس بسبب عدم إشراكهم في تطبيق البرامج وعدم استفادتهم من حصص لشرح البرامج والمناهج الجديدة وهو ماصعب من عملية التحصيل· الطلبة الذين تفرقوا مباشرة بعد منتصف النهار تحت أعين مصالح الأمن وبعض أولياء التلاميذ الذين حضروا لمتابعة الأوضاع أكدوا عزمهم على مواصلة حركتهم الاحتجاجية هذا الأسبوع مرة أخرى، على أن يجتمعوا كل مرة قرب ثانوية يحددها ممثلو الطلبة الذين استغلوا هواتفهم النقالة لإعلام بعضهم البعض واتخاذ القرارات، في حين أجمع كل من التقيناهم أن قرار توقيف الدراسة لم يكن بتحريك من خارج الوسط التربوي أو من الأساتذة بل هو نابع من انشغالاتهم، حيث يعتبر امتحان شهادة البكالوريا نقطة الفصل في المصير التربوي لأي طالب وهو مفتاح ولوج عالم الدراسات العليا· وعند تقربنا من والدة أحد التلاميذ لم تخف هذه الأخيرة تخوفها من مصير إبنتها التي تدرس في الصف النهائي وحتى وإن لم تكن مقتنعة بقرار توقيف الدراسة، إلا أنها دعت الوزارة الوصية إلى التدخل العاجل لإيجاد مخرج لهذه الأزمة التي تعصف بقطاع التربية·