لم تكن الحملة المسعورة التي تشنّها وسائل الإعلام المصرية على الجزائر بسبب فشل منتخبها في الوصول إلى المونديال فحسب، بل كانت للتغطية على الجرائم الفظيعة التي اقترفت في حق المناصرين الجزائريين عقب مباراة مصر-الجزائربالقاهرة. فتوالي شهادات هؤلاء المناصرين الذين عاشوا الجحيم بالقاهرة يكشف التورّط المصري في طريقة التعاطي مع تداعيات المباراة، والتي بدأت منذ رشق حافلة البعثة الجزائرية بالحجارة، فكان على السلطات المصرية ممثّلة بفضائيات الفتنة تبنّي "الضربة الاستباقية" لمحاولة لفت الأنظار عن فضائح القاهرة التي كشفتها الصوّر والشهادات، عن طريق اختلاق سيناريو مفاده تعرّض مناصرين مصريين لاعتداءات من مناصرين جزائريين بالخرطوم. فرغم افتقاد الطرح المصري للإقناع بسبب عدم وجود دلائل تثبت حجّجه، إلّا أنّه يواصل سياسة الكذب التي يصدّقها ويحاول إقناع الجماهير المصرية بها، لتحويل أنظارها هي الأخرى عن مشاكلها المتعددة. ولا مناص من التأكيد أنّ كلّ هذه التجاوزات الموثقة كفيلة بإدانة مصر أمام المحاكم الدولية لاختراقها حقوق الإنسان بتواطؤ واضح من جهاتها الأمنية، في وقت تسعى فيه إلى إلصاق صفات الهمجية والغوغائية بالمناصرين الجزائريين. وعليه نتطلّع إلى أن تحوَّل هذه الملفات إلى المستوى العملي ليلقى كل واحد جزاءه، أمّا حملات السب والشتم التي طالت شهداءنا فهي لن تنقص من عظمة ثورتنا في شيء، بل بالعكس فإنّها ستحسب على شلة الحثالة ممّن يصنِّفون أنفسهم بأنّهم صفوة المجتمع المصري، نفتخر لعدم الردّ عليهم حتى لو قدموا لنا مليونا ونصف اعتذار.. ومع ذلك لن نقبل اعتذاركم.