أكد السيد عز الدين ميهوبي كاتب الدولة مكلف بالاتصال أنه ليس ثمة أية نية أو تفكير لدى القيادة السياسية في الجزائر للتقدم بأي اعتذار للجانب المصري، وبرر ذلك قائلا: "لم نرتكب جرماً حتى نعتذر، بل إن القيادة المصرية هي من يتوجب عليها أن تعتذر عن الأحداث التي تعرضت لها البعثة الجزائرية في مصر من انتهاكات وإصابات بالغة للاعبينا ومشجعينا". وشدد أن الإخوة في مصر لا بد أن يعوا جيداً جدية مطالبهم حتى لا يظن الجميع أنهم يطلبون أموراً لن تحدث مطلقاً من الجزائر لسبب واحد أن هذه الأخيرة على حق ولأنها تعرضت للإهانة والتجريح من قبل وسائل الإعلام المصرية. وعدد الوزير في حوار خص به أسبوعية "النبأ" البحرينية هذه الإهانات بقوله: "تعرضنا للعديد من الإهانات من الإعلام المصري الذي قال كلاماً عن الجزائر يخرج عن إطار الأدب والأخلاق لايمكن تقَبُّله أو السكوت عنه، فماذا يعني أن يصف أحد الإعلاميين المصريين الجزائر بأنها بلد المليون ونصف المليون إرهابي، كما يقول آخر الجزائر بلد المجرمين والشعب الجزائري شعب مرتزقة، فهذا كلام لايمكن أن يصدر أبداً من مواطن عربي في حق مواطن عربي آخر، لكن لأن المصريين لم يتقبلوا الهزيمة من الجزائر شرع بعض الإعلاميين الذين يفتقدون أبسط قواعد الشرف الإعلامي في هجوم حاد على الجزائر شعبا وحكومة". وردا على سؤال حول دور القيادة السياسية المصرية في كل هذا اللغط الإعلامي قال السيد ميهوبي: "القيادة المصرية شاركت في هذه الحملة ولكن بصورة غير رسمية عن طريق نجل الرئيس المصري علاء مبارك الذي تلفظ بعبارات أساءت للشعب الجزائري. وكوني وزيراً للإعلام الجزائري أود أن أقول لعلاء: أن الكلام الذي قلته لايمكن أن نتقبله لكننا لن نرد عليه لأن الشعب الجزائري أكبر من ذلك بكثير". ودافع السيد ميهوبي عن الصحافة الجزائرية التي حملها إعلاميون مصريون مسؤولية الشحن الجماهيري الذي رافق لقائي "الخضر" و"الفراعنة"، حيث قال: "هذا الاتهام مرفوض قطعاً لأن الصحافة الجزائرية صحافة محلية ومحدودة ليس بإمكانها مجاراة الكم الهائل من القنوات التلفزيونية والصحافة المصرية ذات الصوت المسموع في العالم العربي، ولم تقم صحافتنا - حقيقة - إلا بردة فعل على ما قيل في حقها وفي حق الشعب الجزائري. وبهذه المناسبة أجد نفسي منتشياً بالطفرة الواسعة التي حققتها صحافتنا خلال الفترة الماضية، فقد بلغت مستوى رفيعاً من المهنية وحسن التعاطي مع منطق الحرية، وأعتقد أنها تحبذ تسليط الضوء على الوضع المحلي أكثر من الخارجي الإقليمي أو الدولي". وفي سياق متصل كذب الوزير تكذيبا قاطعا الاعتداءات المزعومة المنسوبة لمشجعين جزائريين على الجماهير المصرية في مباراة ام درمان واعتبر كل ما قيل بهذا الخصوص كلاما عاريا عن الصحة مستندا في ذلك إلى تقارير السلطات السودانية باعتبارها طرفاً حيادياً، واستطرد قائلا: "الواقع نحن من أعتُدِيَ علينا في مصر وتحت أنظار الشرطة، وقد قدمنا على الفور أدلتنا للاتحاد الدولي لكرة القدم مصحوبة بالصور التي تفيد إصابة 3 لاعبين من المنتخب الجزائري وعدد من أفراد جمهورنا وتفيد أيضا التحطيم الشامل الذي أصاب الحافلة التي كانت تقلنا من المطار للفندق بعد وصولنا. وإذا كان الإخوة المصريون يحوزون أدلة على قيام الجمهور الجزائري بالاعتداء على جماهيرهم فليقدموها للفيفا فوراً، وأنا أجزم أنهم لايمتلكون أي دليل إدانة بحقنا في هذا الأمر بالذات لأن جماهيرنا واعية ولاتقحم نفسها في مثل هذه الأمور!" . وانتقد السيد الوزير واقع الإعلام العربي الذي تحول في نظره إلى مهنة من لا مهنة له، وهذا ما يبرر سقوطه الكبير، لكن رغم هذا فإن التطور الذي يشهده على الصعيد التقني والفني من شأنه أن يعزز أكثر مسألة الاهتمام بالمضمون وضرورة التخلص من الإعلام الطفيلي الابتزازي والانتهازي والذي بات يسيطر على أغلب المؤسسات الإعلامية على حد تعبيره.