الثورة الجزائريةأصيلة ومتأصلة ومؤسسة البناء الثابت على الإسلام، لم تكن ثورة فوضوية، بل كانت مرتبة مفصلة لها أسسها ونظمها القانونية والشرعية التي تضبطها وبمناسبة الذكرى 11 ديسمبر 1960 ألقى الشيخ الإمام محمد الطاهر آيت علجت بدار الإمام بالمحمدية كلمة تحت عنوان "القضاء والتشريع في الثورة الجزائرية" استهل فضيلة الشيخ الطاهر آيت علجت بكلمة أول ما لوحظ عليها أنها تعكس تواضع العلماء حيث قال "لست أستاذا محاضرا، طلب مني أن ألقي شيئا حول الثورة وهناك من هم أكثر مني" وقال الشيخ في حديثه عن الثورة، ثورة مباركة مبنية على تقوى الله وسنة رسوله قام بها رجال مخلصون كانوا المثل الأعلى في السلوك والإخلاص والنزاهة ونكران الذات والعدل وحب الوطن. ويضيف الشيخ في كلامه أن ذكرى 11 ديسمبر سببها الرئيس الفرنسي الجنرال ديغول ومن كان معه، حين قالوا إن هذه الثورة قام بها أناس مغامرون وفقراء محتاجون خرجوا عن القانون وسكنوا الجبال لكسب المال، هكذا صوروا الثورة للعالم وللشعب الفرنسي خاصة، وأكد الشيخ الطاهر آيت علجت أن في 11 ديسمبر خرج الشعب الجزائري كله نساء ورجالا يستقبلون الرصاص بصدور عارية يجابهون قوة الاحتلال بالقول (الجزائر مسلمة) هذه الكلمة هي التي أسكتت ديغول، هذه الكلمة "الجزائر مسلمة" جعلته يتراجع عن قوله "الجزائر جزائرية"، الإسلام هو سبب توحيد الكلمة التي كانت سبب انتصار الجزائر، الوحدة هذه جاءت من الإسلام الذي يجمع الجزائريين ويوحدهم والذي به انتصرنا. ويضيف المحاضر الشيخ آيت علجت: "خرج الشعب الجزائري بكلمة واحدة »الجزائر مسلمة« ولهذا ينبغي أن نهتف بهذه الكلمة ونكتبها بأحرف في أذهاننا. أما فيما يخص القضاء في الثورة الجزائرية، كانت الثورة في بدايتها شبه فوضى من ناحية القضاء لكن بعد مؤتمر الصومام تقرر أن لا يقتل أحد ولا يعاقب أحد إلا بمحاكمة قاض، شهود، محام ومتهم، كان هذا هو الأساس في القضاء الجزائري الذي بني على محكمة عادلة، الثورة الجزائرية كان فيها العدل والقادة كانوا يوصون جنودهم ويحذرونهم من عبادة الشخصية، والناس في عرفهم سواسية كأسنان المشط، فكان القائد يتقاضى الأجر الذي يتقاضاه الجندي البسيط، كان الشعب الجزائري في الثورة شبيها في تضامنه وتآزره بالأنصار والمهاجرين رضوان الله عليهم، هذا ما حدث في الثورة الجزائرية، الثورة بنيت على الإيثار، لم تكن هناك جهوية، لو سأل أحد آخر عن جهته يعاقب، هذه هي العوامل التي جعلت الجزائر تنتصر، الأخلاق الإسلامية، ولهذا ينبغي أن نحافظ على منجزات الثورة باعتبارنا أحسن بلد وأحسن شعب. وأضاف فضيلة الشيخ قائلا في ختام كلمته: "الجزائر محسودة على النعمة التي هي فيها، ولهذا ينبغي أن نتمسك بأخلاقنا وسلوكنا الإسلامي".