المخرج مرزاق علواش في الوقت الذي هاجم فيه الفنانون المصريون الجزائر وأعلنوا مقاطعة كل المهرجانات السينمائية الجزائرية بدعوى أنهم كانوا يمولون المهرجانات الجزائرية بالإبداع والنجوم وأن السينما الجزائرية التي ليس لها مكان في خارطة السينما العربية - على حد تعبيرهم - أثبتت لهم مرة أخرى في مهرجان "دبي" السينمائي الدولي الأخير أنها أفضل بكثير من السينما المصرية المصنوعة بالإشهار وذلك بحصول مرزاق علواش عن فيلمه "حراقة" على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة شبكة أفلام حقوق الإنسان التي أقيمت على هامش المهرجان. * وجاء ذلك بعد منافسة قوية لعشرة أعمال عربية كانت ملكتها فلسطين، التي أفتكت جائزة مهر دبي عن فيلم "زنديق" للمخرج ميشيل خليفي، باعتباره أفضل فيلم روائي عربي، وبذلك تواصل السينما الجزائرية رحلة التألق في المهرجانات العالمية وتفوّقت بذلك على الأعمال المصرية التي خرج منها الفيلم المصري "واحد صفر" للمخرجة كاملة أبو ذكرى دون أي لقب يذكر، مكتفيا بجائزة أفضل تصوير التي منحت للمصرية نانسي عبد الفتاح. * ونال بالمقابل الثلاثي جبران جائزة أفضل موسيقى تصويرية عن شريط "وداعا غاري" للمخرج الجزائري الفرنسي نسيم عمواش في أول تجربة إخراجية للفيلم الطويل. * هذا وكان فوز الفيلم الفلسطيني بالجائزة الأهم في المهرجان في حضور أفلام تنتمي لبلدان أكثر إبداعا في صناعة السينما كالمغرب والجزائر، حيث وجد تعاطفا كبيرا من الفنانين العرب والخليجيين على وجه الخصوص. * لا تزال تنعكس على حياة الفلسطينيين. ويتناول فيلم "زنديق" قصة مخرج فلسطيني يعيش في أوروبا، ويقرر العودة إلى رام الله بالضفة الغربية لتصوير فيلم يوثق لنكبة الفلسطينيين لعام 1948، وما شهدته من أحداث ومآسٍ * والجدير بالذكر أن رئيس لجنة التحكيم في مهرجان دبي كان المخرج القدير أحمد راشدي الذي سبق أن انتزع منه مهرجان القاهرة التكريم الذي حضيت به السينما الجزائرية، و يأتي تعيين راشدي على رأس لجنة التحكيم تألقا للسينما الجزائرية في مهرجان دبي بوصفه واحدا من المهرجانات العربية التي أخذت سمعة وبعدا عالميا بدليل الخطوات الثابتة للإبداع الجزائري والإبداع العربي الذي لم يعد يمر حتما عبر القاهرة.