يطالب سكان دشرة السدايد، الواقعة جنوب بلدية بني سليمان، الجهات المعنية، بالاهتمام بوضعيتهم التي أصبحت هاجسهم الوحيد منذ أزيد من عشرية كاملة، ففي الأعوام الأخيرة أحست العائلات أنها بحاجة ماسة إلى ضروريات الحياة والاستقرار، خاصة وأن معظم العائلات التي نزحت خلال العشرية السوداء نحو المدينة وعادت إلى مساكنها الريفية الأصلية، اصطدمت بواقع صعب يصنعه العطش والعزلة، مما جعل فكرة العودة إلى المدينة تراود العائلات، نظراً لقرب المرافق ووفرة ضروريات الحياة، مؤكدين أنه يكفي شق طريق ريفي وتزويدهم كي تنتهي متاعبهم التي عمرت طويلاً. وذكر سكان دشرة السدايد الذين التقتهم "المساء"، أن منطقتهم لم تنل حقها من التنمية المحلية على غرار باقي المداشر والقرى المنتشرة ببلدية بني سليمان، ومنها الحق في التزود بالماء الشروب، وفي هذا السياق، استغرب المواطنون مرور قناة الماء الآتية من منطقة رأس العين ببلدية السواقي أمام أنوفهم، لتموّن مدينة بني سليمان ومداشر أخرى تمر بها مثل الكعابشية، الروايقية، أولاد العيد، السخايرية وغيرها، دون استفادة دشرتهم، وراح السكان يعدّدون لنا المشاقّ التي يكابدونها، لا سيما خلال فصل الشتاء، أين تتعقد أوضاعهم، حيث يضطرون إلى قطع قرابة ثمانية كيلومترات ذهاباً للوصول إلى مدينة بني سليمان، التي لا تبعد عنهم - عبر المسلك الترابي غير المهيّأ - إلا بكليومتر ونصف. وفسّر السكان هذه الوضعية بعدم التفات الجهات المعنية إليهم، ومنها المجالس الشعبية المتعاقبة التي لم تنظر إليهم بعين الاهتمام، خاصة وأن هذه المنطقة تضم أزيد من ستين عائلة. مؤكدين أن الوضعية الصعبة التي تعيشها دشرة السدايد فرضت على العائلات استغلال الحمير والتوجه نحو المدينة على بعد كيلومترات بحثاً عن قطرة ماء، بينما تنعم عدة قرى ومداشر بهذه المادة الحيوية مثل الروايقية، أولاد العيد والسخايرية، مما جعل سكانها يستقرون بها دون مشاكل، ورافقنا أحد سكان دشرة السدايد نحو أنبوب الماء المار بالجوار والذي لا يبعد إلا بثلاثمائة متر، مطالباً الجهات المعنية بإنصافها في الاستفادة بالماء الشروب على غرار دشرة الروايقية والكعابشية اللتين تم ربطهما وطلقتا العطش منذ سنوات. من جهة أخرى، اشتكى السكان من عدم الاستفادة من طريق ريفي، ويفضل الأهالي استعمال الطريق الترابي المختصر وضفاف وادي بوكراع على طول كيلومترين للوصول إلى المدينة، على استعمال الطريق المعبد بطول أزيد من ثمانية كيلومترات، وهو الطريق الذي يربط بلدية السواقي ببني سليمان مروراً بعدة قرى مثل أولاد بويحيى، أولاد العمري، الزعايكية، الروايقية أولاد العيد السخايرية. وخلال تواجدنا بعين المكان لاحظنا وجود قرابة عشر قنوات خرسانية ذات الحجم الكبير مرمية بالقرب من وادي بوكراع، حيث أوضح أن البلدية منحتهم إياها وأنهم حاولوا بناء جسر صغير على وادي بوكراع، بالقرب من دشرة الكشاشدة، لكن قلة المساعدة حالت دون ذلك، ودون استغلالها، وأنه لو يتم إنجاز طريق الروايقية - بني سليمان مروراً بدشرة السدايد، فإن العديد من المسافرين سيفضلون هذا المسلك نظراً لقصر مسافته. ويطلب سكان السدايد من والي ولاية المدية ومدير الفلاحة بالولاية، الاهتمام بهذه المنطقة المحرومة من حقها في التنمية المحلية، وأهمها فك العزلة عن طريق شق طريق ريفي ييسر على العائلات العيش في راحة واستقرار، ويزيل من الأذهان فكرة النزوح ثانية نحو المدينة التي تشبعت منذ أزيد من عشرية كاملة. من جهة أخرى، تشير مصادر من فرع الغابات ببني سليمان، إلى أن التقنيين الذين عاينوا المنطقة خلال السنة الماضية، قاموا بتقديم اقتراحات لمديرية الغابات بالمدية لإدراج مشروع شق طريق بطول 2.5 كلم يربط قرية الروايقية من نقطة مسجد بوفرد بمدينة بني سليمان من جهة المستشفى، لكن هذه الاقتراحات بقيت حبراً على ورق، في انتظار من يحركها ويدفعها نحو التجسيد، لتخليص السكان من حياة صعبة سببها التهميش.