رفض كريم زياني صانع ألعاب "الخضر" المبادرات الداعية للصلح بين الجزائر ومصر على خلفية الحملة الإعلامية الشرسة التي قادها ولازال بعض المسؤولين وعدد من الصحف والفضائيات المصرية ضد بلد المليون ونصف المليون شهيد. وتساءل لاعب فولفسبورغ الألماني في حوار ل"سي إن إن" العربي أول أمس، الخميس قإلا : "كيف يكون الصلح مع المصريين وهم من بدأوا بالاعتداءات علينا، ففي القاهرة عشنا الجحيم، ولم يسبق في حياتي أن رأيت شعبا يتهجم على ضيوفه بالشكل الذي عشناه في مصر". وتابع قائلاً: "أترى أن من كرم الضيافة الإساءة إلى الزوار، أم هل ترى أن شيم العرب المعروفة بالحب والمودة والتاريخ المشترك واللغة الواحدة يستقبلون ضيوفهم بالشكل الذي استقبلنا به نحن، آسف يا مصريون لقد خيّبتم أمل العرب فيكم، وعليكم أن تراجعوا حساباتكم، وكل ما حققتموه لحد الآن هو زرع الفتن و الأحقاد ، لأن الجزائر تفوقت عليكم كرويا فعليكم بإدراك ذلك جيدا". لكن وسط ميدان نادي اولمبيك مارسيليا السابق شدد على أنه في حال تخطي "محاربي الصحراء" للأدوار الأولي في انغولا وأوقعتهم القرعة أمام "الفراعنة"، فإنه سيحرص هو وزملاؤه على الالتزام بالروح الرياضية فعلا وقولا وليس كما فعلوا هم بعد تأهلنا إلى المونديال بالخرطوم. وأشار زياني إلى أن حساسية اللقاء بين الجماهير سوف تجعل الخضر متيقنين أن مهمتهم ستكون الفوز على مصر وتأكيد أحقيتهم في خوض كأس العالم، مشيرا إلى أنهم قادرون على الفوز على المصريين مثلما جرت عليه العادة في كل مرة تكون المواجهة خارج القاهرة، وهم يعرفون ذلك جيدا. وجدد كريم نفيه الاعتذار للشعب المصري، بقوله: "لم أصرح بالاعتذار لأي قناة ألمانية، وأشدد على أنني لم ولن أقدم بتاتا أي اعتذار للمصريين، وأقول للشعب الجزائري ولكل من يحب "الخضر" بأنني جدّ حزين لكل ما حصل لنا في مصر". واستطرد قائلا: "لم أفهم السبب الذي جعلهم يختارونني كي أعتذر، ولا أعرف تماما الطريقة التي يفكرون بها.. أعتقد أن الشيء الذي أثار حفيظة المصريين ولم يتجرعوه، وجعلهم يلفقون تصريحات كاذبة ومغالطة هو أنهم لم يستوعبوا لحد الآن كيف لمنتخبٍ حصل مرتين على كأس أمم إفريقيا يزاح من سباق المونديال أمام منتخبٍ غاب في النسختين اللتين فاز بهما المصريون". وأضاف: "في نظرهم أن الجزائر صغيرة ولا يمكنها تشريف العرب، وهنا أوضح وأقول إننا كجزائريين معروفون برفع التحدي وبالحرارة العالية في الملعب، وحينما يتعلق الأمر بالنخوة والشهامة فإن الجزائري على قدر المسؤولية، وسيكون أحسن ممثل للكرة العربية". وشدد زياني على أن مهمة الفريق الوطني في أمم إفريقيا القادمة ستكون صعبة، لأن كل الأنظار ستكون موجهه نحوه بعد انتزاعه تأشيرة التأهل إلى المونديال، فضلاً عن ضغط الجماهير التي تطمح في رؤية منتخبها وهو يتألق مثلما فعل في التصفيات، مؤكدا أن "الخضر على قدر المسؤولية، وسيحققون إنجازا مماثلا للتأهل للمونديال في أنغولا".