تعرف أسعار الخضر والفواكه هذه الأيام ارتفاعا كبيرا بمختلف الأسواق، بما فيها الأسواق الشعبية التي تحولت إلى فضاء للجشع واستنزاف جيوب المستهلكين خاصة عند المناسبات، فأسعار الخضر والفواكه قفزت بمناسبة عاشوراء بشكل ملفت للانتباه، حتى لبعض المنتوجات الموسمية كالبطاطا التي بلغ سعرها 50دج للكلغ، ناهيك عن الارتفاع المذهل الذي تعرفه بعض الحبوب الجافة كالعدس والفاصوليا. فارتفاع أسعار الخضر والفواكه والمواد الواسعة الاستهلاك تجاوز المعقول منذ فترة، حيث لا زال المستهلك ينتظر انخفاضها منذ أكتوبر الماضي خاصة بالنسبة لبعض المواد الواسعة الاستهلاك التي تجاوزت سعر ال50دينارا في غالبية الأسواق الشعبية التي أصبحت تشبه الصيدليات، كما علق احد المواطنين مؤكدا أن الأسعار لم تعد ترتبط بوفرة الإنتاج من عدمه،إذ تتجاوز دائما السقف وتجعل المستهلك يكتفي بأقل كمية يمكن اقتناؤها أو التنازل كليا على بعض الخضر والفواكه حفاظا على ميزانيته، فقد لاحظنا في جولة قمنا بها لبعض الأسواق بالعاصمة أن الزبون أصبح يقتني رطلا بدل الكيلوغرام، بسبب غلاء السلع المعروضة. ويتساءل العديد من المتسوقين عن سر هذا الارتفاع الذي مس معظم المواد، إذ لم يعد يرتبط بشهر رمضان كالعادة، وزاد بمرتين أو ثلاث مرات عما هو مألوف، فالبطاطا التي تعتبر أكثر المواد استهلاكا وطلبا في الأسواق وصل سعرها إلى50 دينارا للكلغ بأغلب الأسواق وذلك رغم تأكيد الوصاية على وفرة المنتوج وكذا شروع الفلاحين في جني محصول هذا الموسم، أما الطماطم فبعد ان تراجع سعرها خلال أكتوبر الماضي إلى اقل من 40 دينارا، أصبحت الآن تنافس أشهى الفواكه بأسعار تتراوح بين 110و150 دينارا للكلغ، أي أن سعرها تضاعف عدة مرات، مما أدى بالأغلبية إلى العزوف عن اقتنائها والبحث عن خضر تكون اقل تكلفة منها. وفي هذاالصدد كشفت الجولة التي قمنا بها أن سعر أغلب المواد التي يحتاجها المستهلك مرتفع، منها البصل الذي يدخل في تركيبة كل الوجبات التقليدية التي تحضر بمناسبة عاشوراء منها الكسكسي، الشخشوخة والرشتة، وهذا رغم تأكيد وزارة الفلاحة على الاتجاه إلى تخزين هذه المادة لإخراجها في الوقت المناسب للحد من المضاربة والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن مثلما فعلت مع البطاطا السنة الفارطة، حيث وصل سعر البصل إلى 60 دج للكلغ. من جهتها عرفت بقية المواد التي يكثر عليها الطلب في عاشوراء ارتفاعا ملحوظا منها الجزر الذي بلغ سعره 50 دينارا للكلغ، اللفت 50 دينارا، والكوسة أي (القرعة) ب60دينارا، بينما عرضت الخضر غير الموسمية بسوق عين النعجة بأسعار جد مرتفعة منها البازلاء أو (الجلبانة) ب140دينارا، الفاصولياء (اللوبيا الخضراء) ب200 دينار، الفلفل الحلو ب160دينارا، بينما بلغ سعر الفول 80 دينارا، مما جعل الإقبال على هذه الخضر ضعيفا من قبل أغلبية المتسوقين. ولا يختلف الحديث عن أسعار الفواكه كثيرا في معظم الأسواق، خاصة المندرين والبرتقال الذي أصبح بعيد المنال ما دامت أسعاره بلغت 160دينارا للكلغ الواحد خاصة بالنسبة للجودة العالية، بينما نجده أحيانا ب80 أو 90دينارا، فرغم وفرة المنتوج وكثرة العرض إلا ان الأسعار تبقى جد مرتفعة وليست في متناول المستهلكين الذين يحبذون كثيرا هذه الفاكهة خلال هذا الفصل خاصة في حالة الإصابة بالزكام. ولم يخرج التفاح والموز عن القاعدة، حيث يتم عرضهما بأسعار لا تقل عن100دينار للكلغ، ليبقى المواطن يدفع ثمن جشع التجار ما دام انه بحاجة لاقتناء مستلزماته ولو بكميات ضئيلة، فالملاحظ هذه الأيام ان الأسعار هي نفسها بأسواق حسين داي، عين النعجة، السمار أو حي الحياة بجسر قسنطينة، كما لا تختلف الأسعار كثيرا بأسواق باب الوادي والجزائر الوسطى، حيث أصبح غلاء الخضر والفواكه والبقول الجافة حديث المواطنين الذين أصبحوا عرضة لجشع التجار في غياب جمعيات حماية المستهلك التي يبدو أنها تراقب الأسواق وتحمي المستهلك من المكاتب المكيفة بعيدا عن الميدان.