قدّم المدير العام للمسرح الوطني الجزائري الفنان امحمد بن قطاف أوّل أمس حصيلة الأعمال التي قدّمتها دائرة المسرح في إطار تظاهرة"الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، مؤكّدا أنّ سنة 2008 ستشهد امتدادا للنشاطات حتى وإن لم تكن بنفس كثافة السنة التي سبقتها· مدير المسرح الوطني أكّد في ندوة صحفية نشطها ببيت "محي الدين بشطارزي" أنّ دائرة أب الفنون التي يترأسها، تمكّنت من تحقيق أهدافها وأكثر، ونجحت في إنجاز كل البرنامج الذي سطرته في بداية التظاهرة من خلال تقديم 47 عملا مسرحيا، وتقديم 775 عرضا عبر45 ولاية بمشاركة 450 فنانا وما يزيد عن 40 مخرجا و12 سينغرافيا، ومن بين 47 عملا المنجز12 منها قدّم باللغة العربية الفصحى واثنان بالأمازيغية، إلى جانب مهرجان المسرح المحترف الذي شهد مشاركة 150 فنانا عربيا· بن قطاف الذي أكّد أنّ هذه الأرقام تبقى غير نهائية لأنّ الكثير من الأعمال مازالت تقوم بجولات عبر مختلف ولايات الوطن لاسيما إليزي، واد سوف وسوق أهراس، اعترف أنّ 35 % فقط من مجمل ما قدّم ذو مستوى لا بأس به والباقي متوسّط بل وكانت هناك أعمال- يقول بن قطاف - ضعيفة جدا ولا تستحق حتى الوقوف على ركح "محي الدين بشطارزي"، معتبرا ذلك أمرا طبيعيا فمن غير الممكن -يقول بن قطاف- أن تكون كلّ الأعمال المنجزة جيدة، كما لا يمكن أن يكون ال450 فنان الذين مثّلوا فوق خشبة المسرح خلال 2007 كلّهم متميّزون ، مشيرا إلى أنه بإمكانه اختيار200 جيدين و100 جيدين جدا· وفي نفس السياق فنّد المتحدث أيّ إقصاء لأيّ كان، مؤكّدا أنّ المسرح الوطني كان مفتوحا أمام الجميع ولا يزال، داعيا كلّ من يملك مشروعا مسرحيا تقديمه للمسرح الوطني المستعد لمساعدته بكل الوسائل، مشيرا إلى أنّ المكسب الرئيسي من تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" هو تلك الثروة البشرية من ممثلين ومخرجين وسينوغرافيين شباب لم يكونوا معروفين، وأنّ المسرح دعم الساحة الفنية سواء التلفزيونية أو السينمائية بوجوه جديدة· وفي حديثه عن برنامج 2008، أكّد مدير المسرح الوطني أنّ هذه السنة ستشهد هي الأخرى حركية مسرحية كبرى و ربما لن تكون بنفس وتيرة السنة التي سبقتها، مشيرا إلى وجود العديد من الأعمال المبرمجة لهذه السنة لا سيما "المهرجان الوطني للمسرح المحترف" الذي سيشهد في دورته المقبلة استضافة فرق من إفريقيا، أوروبا، تونس، المغرب وبعض الدول العربية وذلك للحفاظ على المستوى الذي وصل إليه المهرجان في طبعته الفارطة، أمّا بالنسبة لجائزة "مصطفى كاتب" الخاصة بالكتابة المسرحية فأشار الفنان المدير إلى أنّ لجنة تحكيم الجائزة التي يترأسها أحمد حمدي بدأ في استقبال المشاريع المشاركة التي ستشرع في قراءتها نهاية مارس المقبل، كما سيعمل المسرح على فتح قاعة أو"مركز للتكوين والتأهيل" سيكون فضاء مفتوحا للقاء بين محترفي الفن الرابع ومكانا للتدريب واستعراض الأعمال والإبداعات· يذكر أنّ دائرة المسرح شهدت تقديم العديد من الأعمال المتميزة خلال2007 من بينها مسرحية "الحكواتي الأخير" التي تعدّ أوّل عمل مسرحي مغاربي اشتركت في تجسيده كلّ من الجزائر، تونس والمغرب، وكذا مسرحية "شخوص وأحداث " التي جاءت كثمرة لورشة تكوينية أشرف عليها المخرج العراقي قاسم محمد، إلى جانب عرض تسعة أعمال مسرحية عربية في إطار المهرجان الوطني للمسرح المحترف ···لكن أهمّ ما ميّز الدائرة هي انفرادها بتقديم عدد من العروض الأولى لأربعة مسرحيات جديدة بالجنوب الجزائري·