سارعت عدد من بلديات العاصمة بعد الاضطرابات الجوية الأخيرة، إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية الوقائية من فيضانات الأودية، وبادرت المديرية العامة للغابات بأشغال تهيئة وتنظيف مجموعة من الأودية التي تمر عبر المساحات الخضراء، في حين خصصت بلدية الشراقة غلافا ماليا يقدر ب 30 مليون دج لتطهير وتهيئة وادي بوشاوي وتنظيف مساره. تنسق مصالح الري لولاية الجزائر مع السلطات المحلية لدراسة وضعية الأودية وسط العاصمة التي يزيد عددها عن 50 وتمر عبر مساحات خضراء وحتى وسط التجمعات السكانية التي نزحت إلى حواف الأودية خلال السنوات الأخيرة، مما اثر على الوضعية الإيكولوجية للوادي، وأصبح يهدد السكنات بالفيضانات خلال كل فصل الشتاء، ولذات الغرض أحصت المديرية العامة للغابات بالعاصمة، أكثر من 30 واديا تمر عبر المساحات الخضراء تتطلب التهيئة والتنظيف لإعادة المياه إلى مجراها وحماية المحيط من فيضانات كارثية. وفي إطار عمليات التهيئة تم تنظيم حملات تنظيف داخل الغابات لرفع الفضلات الصلبة في انتظار تخصيص محطات مصغرة للتطهير على حواف الأودية لمعالجة المياه الملوثة، التي تصب إما في المجاري الممونة للسدود أو في البحر مباشرة. من جهتها، خصصت بلدية الشراقة مبلغ 30 مليون دج لتطهير وتهيئة وادي بوشاوي الذي يصب مباشرة في البحر. ونظرا لنسبة تلوث المياه بسبب التفريغ العشوائي لمياه الصرف، تقرر وضع 40 مضخة على مستوى مجرى الوادي لضخ المياه الملوثة إلى أقرب محطة تطهير قبل إعادة المياه إلى مجرى الوادي، وهي العملية التي تتم بالتنسيق مع مصالح الري للولاية وشركة إنتاج المياه للعاصمة (سيال) التي خصصت بعض المعدات الثقيلة للضخ وشاحنات التطهير لتسهيل عمليات التدخل على مستوى الوادي. وعن سبب تلوث المياه، أرجعت السلطات المحلية الأمر إلى الربط العشوائي بشبكات الصرف وانتشار حفر الصرف الفردية في المنطقة، الأمر الذي أصبح يهدد الطبقات الجوفية من المياه الممونة للأودية، بالإضافة إلى فضلات المصانع التي يقوم أصحابها بالتخلي عنها في المناطق العذراء بعيدا عن أعين المراقبة. من جهتها، تسهر الوزارة الوصية على إعداد خرائط طوبوغرافية حديثة حول وضعية ومسارات الأودية، تساهم بشكل كبير في مراقبتها عن طريق الأقمار الصناعية، خاصة خلال الاضطرابات الجوية لتوقع حدوث فيضانات والتدخل السريع. ويذكر أن الأمطار الأخيرة أماطت اللثام عن تقاعس عدد من البلديات في صيانات شبكات الصرف الصحي، على غرار بلدية حسين داي التي سجلت عدة حالات لفيضانات قنوات الصرف وسط الطريق، بعد أن تحولت الأرصفة إلى برك من المياه الراكدة، مما عرقل حركة تنقل الراجلين وحتى السيارات، وقد أرجعت السلطات المحلية الأمر إلى الورشات المفتوحة على مستوى البلدية لمشروع التراموي، مما تسبب في انسداد القنوات نظرا للحجم الكبير للأتربة المنبعثة من الورشات المفتوحة.