يصف العديد من المختصين والمتتبعين سنة 2009 بالايجابية بالنسبة للرياضة الجزائرية، لما تميزت بها من انجازات خاصة في كرة القدم التي صنعت الحدث طيلة موسم كامل بفضل المنتخب الوطني الذي سجل عودته بقوة ليست فقط على الساحة الكروية الافريقية بل حتى العالمية بعد تأهله إلى مونديال 2010. وسجل "الخضر" في السنوات الفارطة سلسلة من الإخفاقات لكن يبدو أنهم حفظوا الدرس جيدا وأصبحوا يتفوقون على أقوى المنتخبات ليتمكنوا من التأهل إلى كأسي إفريقيا والعالم عن جدارة واستحقاق، وهو مؤشر إيجابي يبشر بالكثير ويجعل الجمهور الجزائري يتفاءل خيرا بمستقبل هذا المنتخب، ويتطلع لمواصلة المشوار بكل ثبات في كأس أمم إفريقيا المقررة بانغولا في الفترة الممتدة من 10 إلى 31 جانفي المقبل. ويرى خبراء الرياضة في الجزائر أن عودة المنتخب الجزائري إلى أجواء المونديال غطّت على الكثير من عيوب الكرة الجزائرية لاسيما ما تعلق بفشل الأندية في التألق في المنافسات الدولية فهو كالشجرة التي غطت الغابة. ويرى اللاعب السابق والمحلل الرياضي مصطفى كويسي أن تأهل "مقاتلي الصحراء" للمونديال أعاد الروح للكرة في البلد الإفريقي، لكنه بالمقابل غطى على الكثير من إخفاقات الأندية. وقال كويسي: "يمكن القول إن حصاد الكرة الجزائرية لهذا العام كان إيجابياً بالنظر إلى عودة أشبال سعدان إلى أجواء المونديال وكأس إفريقيا، فالمنتخب هو المرآة العاكسة للكرة في أي بلد". وفي المقابل، أعاب أحد صانعي ملحمة خيخون على الأندية الجزائرية خروجها مبكرا من المنافسات الإفريقية، وقال "الأندية لم تواكب تطور المنتخب فما عدا فريق وفاق سطيف الذي تمكّن من الحصول على كأس شمال إفريقيا للأندية الحائزة على البطولات فإن البقية تعثرت في الأدوار الأولى، وهذا أمر يجب النظر فيه مستقبلاً". مضيفا: "تمكن أبناء عين الفوارة من حفظ ماء وجه كرة القدم الجزائرية، ولولا انجاز أشبال نور الدين بن زكري لكانت الكرة الجزائرية قد قضت موسما أبيض من ناحية التتويجات، خاصة بعد إخفاق جل الممثلين في المنافسات القارية الأخرى". وبدوره يرى مساعد مدرب المنتخب الوطني، لمين كبير، أن مستوى "الخضر" لا يعكس مستوى الكرة في البلاد، حيث قال في هذا الشان: "مستوى النخبة الوطنية لا يعكس بتاتاً مستوى البطولة والأندية، فمن غير المعقول أن تُقصى كل الفرق في الأدوار الأولى من المنافسات القارية في حين أن المنتخب تأهل إلى المونديال". وأضاف "مستوى البطولة الوطنية مازال ضعيفاً وعلينا أن نفكر في كيفية معالجة هذه المشكلة من الأساس، فتألق المنتخب يجب أن يتماشى معه تألق الأندية وتحسّن مستوى الكرة في البلاد". من جهة أخرى، انتزع المنتخب الجزائري لأقل من 17 سنة لكرة القدم تأشيرة العبور لمونديال نيجيريا الذي جرت فعالياته أكتوبرالفارط، وذلك عقب تجاوزه عقبة الدور نصف النهائي من بطولة أمم أفريقيا التي احتضنتها الجزائر. هذا الانجاز يبشر بمستقبل زاهر للكرة الوطنية لاسيما إذا تعلق الأمر بالقاعدة التي تعد أساس بناء الفريق الوطني.