تتعرّض مختلف الأجهزة الأمنية الأمريكية لحملة انتقادات لاذعة هذه الأيام بسبب انتكاساتها الأخيرة في أفغانستان واليمن وهولندا جعلتها محلّ اتهامات بالفشل في القيام بالمهمات الموكلة لها في محاربة ما تسميه اللغة الاستخباراتية الأمريكية بالهاوي الدولي. ففي الوقت الذي اجتمع فيه الرئيس باراك اوباما بمدراء مختلف هذه الأجهزة على خلفية محاولة التفجير الفاشلة لطائرة أمريكية كانت متوجهة من مطار أمستردام إلى مطار مدينة ديتوريت الأمريكية قال ضابط سامي أمريكي أن جهاز المخابرات العسكرية في أفغانستان فاشل وتتميّز طرق عمله بعدم الاحترافية والفاقدة لأدنى مبادىء العمل الاستخباراتي المتعارف عليها. وقال الجنرال مايكل فلين قائد جهاز المخابرات الأمريكية في أفغانستان أن مخبري جهازه في أفغانستان يجهلون حقيقة المجتمع الأفغاني وعاداته وطريقة تفكير شعبه وتعتمد فقط على ما يقدم لها دون أن تقوم بتحقيقات ميدانية معمقة للتأكّد من ذلك والخروج بصورة واضحة عن طريقة تفكير المجتمع الأفغاني. وفي تقرير حمل سيلا من الانتقادات اللاذعة طالب الجنرال فلين بإصلاح جذري لجهاز مخابراتي عجز إلى حد الآن في إيجاد إجابات أساسية حول البيئة التي يتواجد فيها وحول الشعب الذي نعمل من أجل إقناعه بالتعاون معنا". ويأتي هذا الاتهام العنيف ضد مخبري مختلف الأجهزة الأمنية الأمريكية النشطة في أفغانستان في اليوم نفسه الذي اجتمع فيه الرئيس باراك اوباما مع قادة مختلف الأجهزة الأمنية الأمريكية على خلفية تمكّن الرعية النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب من الحصول على تأشيرة دخول إلى التراب الأمريكي ومحاولة تفجيره لطائرة أمريكية بمناسبة أعياد نهاية العام المسيحي يوم 24 ديسمبر الماضي. وتناول الرئيس الأمريكي مع مسؤولي أجهزة الأمن الأمريكية نتائج التحقيقات التي انتهت إليها دوائرهم حول الملابسات التي أحاطت بعملية التفجير الفاشلة لطائرة أمريكية. واتهم الجنرال مايكل فلين مخبري جهازه العامل في أفغانستان بجهل كل شيء عن الاقتصاد المحلي الأفغاني ومالكي العقارات في كل بلدة ولا يمتلكون أية معلومة حول الزعماء الحقيقيين لمختلف القبائل بهدف التأثير عليهم ويبقون بدلا من ذلك بعيدين كل البعد عن كل الأشخاص الذين بإمكانهم أن يحصلوا منهم على معلومات تمكّنهم من القيام بمهماتهم.