يشارك منتخب مالاوي، أول منافس "الخضر" في دورة انغولا، للمرة الثانية في منافسة كأس أمم إفريقيا، وقد حضر إلى أنغولا بتشكيلة متكونة في غالبيتها من اللاعبين المحليين وقليل من المحترفين ينشطون في بطولة جنوب إفريقيا وهو ما أعطى صبغة افريقية على طريقة لعب أشبال المدرب كيناه فيري. الشيء المميز لدى هذا المنتخب انه استطاع أن يحافظ على استقرار تعداده، حيث شارك في المباريات التصفوية بنفس اللاعبين، باستثناء بعض التعديلات الطفيفة. واستعمل كيناي فيري خمسة وعشرين لاعبا في التصفيات مثلما كان الحال لرابح سعدان، لكن الفارق بين المدربين أن معالم التشكيلة الأساسية واضحة للمدرب المالاوي فيري. ويشيد المالاويون كثيرا بالعمل الذي قام به الطاقم الفني في مرحلة التصفيات، ومن أهم ذلك تخليص المنتخب الوطني من عقدة الابتعاد عن ساحة الكبار منذ أول وآخر مشاركة له في نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 1984، حيث ساهم المدرب فيري بشكل كبير في فك العقدة النفسية التي كانت تعاني منها الكرة المالاوية تجاه المنتخبات الكبيرة، سيما بعد الانتصار الذي تحقق أمام منتخب الكونغو الديمقراطية بنجومه أمثال لوالوا وموبوتو ومبوكاني. وقد بدأ لاعبو المدرب فيري بقوة المرحلة الأولى من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأفريقيا، حيث فرض الفريق المالاوي ضغطا متواصلا على المنتخب المصري ضمن مجموعته وظل يزاحمه إلى آخر جولة من التصفيات، بل تمكن من الفوز عليه وصعد إلى المركز الثاني ضمن المجموعة المؤهلة إلى الدور التصفوي الموالي ويحقق بذلك أكبر المفاجآت التي تمثلت في إبعاد منتخب الكونغو. منتخب قوي في عقر داره.. متواضع خارجه لقد أظهر المنتخب المالاوي قوة كبيرة خلال المباريات التي استقبل فيها منافسيه بعقر داره حيث فاز بها باستثناء التعادل الذي فرضه عليه نظيره الايفواري. وعلى عكس ذلك، فإن أشبال كيناه فيري يعرفون بوهنهم الكبير خارج الديار بسبب غياب الفعالية، حيث عادوا في كثير من المرات خائبين من تنقلاتهم. ويقول المختص في شؤون الكرة الإفريقية المدرب عادل عمروش ان منتخب مالاوي يملك عناصر شابة يبلغ فيها معدل العمر 24 سنة وأبرزهم اللاعب صاحب الخبرة بيت مبوندا في حين أن السن الأكبر يصل إلى 28 عاما. خط دفاع قوي ومتماسك والمتتبع لمباريات تشكيلة المالاوي، يرى أن هذه الأخيرة تعتمد في غالب الأحيان على خطة 2/5/3، يضع فيها المدرب فيري ثقته في المدافعين كامنغا ومبوندا اللذين يشكلان ثنائيا قويا لما يملكانه من خبرة. الأول يلعب في نادي دينامو بجنوب إفريقيا الذي ينشط فيه الثاني لحساب نادي بلاك اليوبارد (وهو قائد المنتخب)، إذ عادة ما يحمل رقم 7 ويلعب في محور الدفاع حيث يتميز بقوة جسمانية كبيرة تمكنه من التغلب على الخصم. ومن مميزات دفاع منتخب مالاوي، انه قوي من الناحية البدنية وهو قادر على تحمل الضغط لأزيد من 90 دقيقة بسبب صلابته، بالإضافة إلى تميزه من الناحية التقنية. لكن غالبا ما يعاب على هذا الخط ضعف انسجامه وتباطئه في تطبيق خطة التسلل، حيث يفتقر إلى الذكاء التكتيكي ما يضطره في كثير من الأحيان إلى الاعتماد على الخشونة التي ينجر عنها حدوث أخطاء فادحة داخل منطقة العمليات، الشيء الذي قد يسمح للهجوم الجزائري من استغلال هذه الهفوات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخط الخلفي لا يجيد تغطية المساحات لنقص الانسجام وهو ما توضحه طريقة الهدف الذي تلقاه في آخر مباراة رسمية أمام بوركينافاسو. كما أن الفراغات الكبيرة التي يتركها المنتخب المالاوي على مستوى الظهيرين، ستصب حتما في صالح الخضر، خاصة في حال إشراك الثنائي السريع مطمور وبلحاج. وتبقى نقطة قوة منافس الخضر في الجولة الأولى من دورة انغولا، وسط ميدانه الذي لا يكل ولا يمل، بالإضافة إلى إجادة عناصره اللعب بالكرة من خلال استفزاز المنافس بالتوجه إليه حينما تكون الكرة لديه أوعند الخصم، والتكامل بين اللاعبين وتبادل المناصب. ويعطي المدرب كيناه فيري حرية التصرف في وسط الميدان، إذ لا تكتفي عناصره بمنصب واحد، وهو ما يؤكد حسن الانتشار فوق الميدان. الاعتماد على الكرات القصيرة بعيدا عن الخشونة ويقول أيضا عادل عمروش بشأن المنتخب المالاوي "أنه حينما يفتك الكرة يحسن التفوق العددي، خاصة وان اللاعب الذي يستحوذ على الكرة يحظى بمساندة بقية زملائه، وهو ما يوحي بأن الفريق يتفوق عدديا، ويجيد منتخب مالاوي اللعب في وسط الميدان من خلال استعمال الكرات الأرضية والتمريرات القصيرة بعيدا عن الخشونة التي تعرف بها الكرة الإفريقية." كاموندو.. "زياني" الكرة المالاوية يركز المنتخب الذي سيواجه الخضر في الجولة الأولى، كثيرا على صانع الألعاب جوزيف كاموندو، لاعب أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، والذي يمتاز بقصر قامته (1.67 م) وبسرعته وتمريراته الذكية، كما انه يجيد التعامل مع الكرات الثابتة. وتشبه طريقة لعب جوزيف كاموندو كثيرا ما يقوم به كريم زياني في المنتخب الجزائري ولو ان جوزيف يندفع كثيرا نحو الهجوم. هجوم متواضع ولا خوف على بوقرة وحليش ويرى المدرب عادل عمروش، المقيم بالعاصمة البلجيكية، أن هجوم منتخب مالاوي ليس بالقوة التي تخيف مدافعي الخضر المميزين، مؤكدا بأن خبرة بوقرة وطريقة لعب حليش تضعهما في منآى عن الكثير من المتاعب. لكن ما يميز لاعبي هذا المنتخب هو إجادة لعب التماس على طريقة الركنيات ودائما ما تشكل خطرا على المنافسين. 70 بالمائة من أهداف مالاوي كرات ثابتة تعد الكرات الثابتة نقطة قوة منتخب مالاوي الذي يبدو للوهلة الأولى متواضعا مقارنة بإمكانات الخضر، لكن الاحتياط واجب حسب خبير كرة القدم الإفريقية عمروش. ويتميز لاعبو هذا المنتخب كثيرا بتسديد الكرات الثابتة بدقة متناهية، إذ أن 70 بالمائة من الأهداف التي سجلها هذا المنتخب جاءت بهذه الطريقة، وعادة ما تسند مهمة تنفيذها لقائد الفريق بيتر مبوندا، الذي يجمع بين القوة والدقة في تسديداته.