أقل من أسبوعين عن انطلاق كأس إفريقيا، وعودة المنتخب الوطني للساحة الإفريقية، نحاول من خلال هذه الزاوية مناقشة المتاعب التي تنتظر المنتخب الجزائري، وتسليط الضوء عن منافسي "الخضر" في المجموعة الأولى التي ضمت كل من انغولا البلد المضيف ومالي ومالاوي. * * ونركز اليوم على منتخب مالاوي وهو المنافس الأول للخضر الذي سيلاقيه في 11 جانفي المقبل، في ثاني مشاركة لهذا البلد الذي يعتمد في تشكيلته على غالبية محلية وأخرى محترفة في بطولة جنوب إفريقيا، وهو ما أعطى صبغة جنوب افريقية على طريقة لعب أشبال المدرب كيناه فيري. * * فيري يخلص مالاوي من مركب النقص * تمكن المدرب كيناه فيري من فك عقدة النقص التي كانت تعاني منها الكرة المالاوية تجاه المنتخبات الكبيرة، بعد أن تمكن من الفوز على الكونغو الديمقراطية بنجومها مثل لوالوا ومبوتو ومبوكاني.. * ويشيد المالاويون كثيرا بالعمل الذي قام به الطاقم الفني المحلي في التصفيات، خاصة بعد العمل الكبير الذي قام به، خاصة وانه خلص المنتخب من عقدة الابتعاد عن ساحة الكبار منذ أول وآخر مشاركة له في كأس افريقا عام 84. * * ضغط كبير على المصريين * طيلة التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم، شكلت تشكيلة كيناه فيري ضغطا متواصلا على المنتخب المصري، وظلت تزاحمه في الصدارة إلى آخر جولة من التصفيات، بل وتمكن من الفوز على الفراعنة وافتكاك المركز الثاني المؤهل ضمن المجموعة إلى الدور التصفوي الآخر، ليحقق اكبر المفاجآت بإبعاد منتخب الكونغو من السباق. * * منتخب قوي في عقر داره.. متواضع خارجه * ويقول الخبير الكروي عادل عمروش أن منتخب مالاوي قوي جدا بعقر الديار، حيث تفوق في جل المباريات التي لعبها على أرضه، باستثناء تعادله مع المنتخب الايفواري. * وعلى عكس ذلك فإن أشبال كيناه فيري يعرفون بوهنهم الكبير خارج الديار بسبب غياب الفعالية، ففي الكثير من المرات عادوا خائبين. * * تشكيلة مستقرة ومعدل العمر 24 عاما * المميز في هذا المنتخب حسب عمروش هو انه مستقر، حيث حافظ على نفس التعداد في مختلف المباريات باستثناء بعض التعديلات الطفيفة فاستعمل طيلة التصفيات حوالي 25 لاعبا وهو نفس العدد الذي استعمله المنتخب الجزائري طيلة التصفيات، لكن الفارق هو أن معالم التشكيلة الأساسية واضحة جدا لفيري ومجموعته. * ويملك منتخب مالاوي عناصر شابة يبلغ فيها معدل العمر 24 عاما، أبرزهم اللاعب صاحب الخبرة بيت مبوندا، وأكبرهم الذي بلغ من العمر 28 عاما وشارك مع منتخب بلاده من التصفيات منذ 2000. * * فيري يعتمد كثيرا على خطة 3/5/2 * والمتتبع لمباريات منتخب مالاوي انه يعتمد على خطة 3/5/2فالمدرب فيري يعتمد كثيرا على كامنغا في الدفاع محاطا بلاعبين شباب مع التركيز على وسط الميدان الذي يمتاز بالسرعة وهي نفس الطريقة التي يلعب بها المنتخب الجزائري. * ونقطة قوة منافس الخضر في الجولة الأولى هي وسط ميدانه الذي لا يكل ولا يمل بالإضافة إلى النشاط الكبير وإجادة لاعبيه للعب الكرة بالقدم من خلال استفزاز الخصم بالتوجه إليه حينما تكون الكرة لديه أو عند الخصم، بالإضافة إلى التكامل بين اللاعبين وتبادل المناصب. * ويعطي المدرب كيناه فيري حرية التصرف للاعبيه في وسط الميدان، إذ لا يكتفي أي لاعب في التشكيلة بمنصب واحد وهو ما يؤكد حسن الانتشار فوق الميدان. * * مبوندا وكامنغا قوة مالاوي في أنغولا * يركز منتخب مالاوي كثيرا على مبوندا وكامنغا وهما ثنائي الدفاع القوي لما يملكانه من خبرة بالإضافة إلى احترافهما، ويلعب مبوندا لفريق بلاك ليوبارد (الفهود السوداء) بجنوب إفريقيا وهو قائد المنتخب، إذ عادة ما يحمل رقم 7 وينشط في محور الدفاع، حيث يتميز بقوة جسمانية تمكنه من التغلب على الخصوم. * ويعد اللاعب الآخر ألان كامنغا (27 عاما) ولاعب دينامو بلوكواني الجنوب إفريقي صخرة الدفاع الذي يعتمد عليه كثيرا المدرب فيري وخبرته في دورة انغولا. * * دفاع قوي بدنيا وغير منسجم * ومن مميزات دفاع منتخب مالاوي انه قوي من الناحية البدنية وهو قادر على تحمل الضغط لأزيد من 90 دقيقة بسبب قوته، بالإضافة إلى تميزه من الناحية التقنية وطريقة لعبه التي تشبه لحد كبير طريقة لعب منتخب جنوب إفريقيا باعتبار أن اغلب تعداده ينشط في بطولة جنوب إفريقيا. * غير أن ما يعاب على دفاع منتخب مالاوي انه غير منسجم بين عناصره، إذ يخطئ في الكثير من المرات في تطبيق خطة التسلل بالإضافة إلى ثقله في بعض الأحيان. * * غياب الذكاء التكتيكي وترك مساحات شاغرة * ويعتبر محدثنا أن سرعة مهاجمي المنتخب الجزائري قد تصنع الفارق، أما ثقل دفاع المالاوي الذي ينقصه الذكاء التكتيكي ما يضطره في الكثير من الأحيان إلى الاعتماد على الخشونة، وهذا ما يجعله يرتكب الكثير من الأخطاء في منطقة العمليات. * بالإضافة إلى ذلك فإن خط الدفاع يخطئ كثيرا في تغطية المساحات بسبب نقص الانسجام، وهو ما توضحه طريقة الهدف الذي تلقاه الفريق في آخر مباراة رسمية أمام بوركينا فاسو والهدف الذي وقعه ماموني داقانو بسبب نقص في تركيز دفاع مالاوي. * * فرصة كبيرة لبلحاج ومطمور * ويقول عمروش أن الفراغات الكبيرة التي يتركها منتخب مالاوي على مستوى الظهيرين ستصب حتما في صالح "الخضر"، خاصة في حال إشراك الثنائي السريع بلحاج ومطمور. * ويضيف "اعتقد جازما أن وجود هذا الثنائي في التشكيلة أمام مالاوي يعطي نقاطا ايجابية للخضر لما يتميزان به من سرعة وخفة تمكنهما من الصعود بقوة نحو الهجوم واستغلال الفراغات الحاصلة في دفاع مالاوي". * * الاعتماد على الكرات القصيرة بعيدا عن الخشونة * "حينما يفتك منتخب مالاوي الكرة يحسن التفوق العددي، خاصة وان اللاعب الذي يستحوذ على الكرة يحظى بمساندة بقية زملائه وهو ما يوحي بأن الفريق يتفوق عدديا" يقول مدرب منتخب بورندي عادل عمروش. * ويركز منتخب مالاوي على اللعب في وسط الميدان من خلال لعب الكرات الأرضية وتمريرات قصيرة بعيدا عن الخشونة التي تعرف بها الكرة الإفريقية. * ويضيف "قوة هذا المنتخب ليست في الخبرة او المهارات الفنية، وإنما في الخط الثاني لوسط الميدان". * * كاموندو .. "زياني" الكرة المالاوية * يركز المنتخب الذي سيواجه الخضر في الجولة الأولى كثيرا على صانع الألعاب جوزيف كاموندو لاعب أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي والذي يمتاز بقصر قامته (1.67 م) وبسرعته وتمريراته الذكية، كما انه يجيد التعامل مع الكرات الثابتة. * وتشبه طريقة لعب جوزيف كاموندو كثيرا ما يقوم به كريم زياني في المنتخب الوطني ولو أن جوزيف يندفع كثيرا نحو الهجوم. * * هجوم متواضع ولا خوف على بوقرة وحليش * ويرى المدرب المقيم بالعاصمة البلجيكية أن هجوم منتخب مالاوي ليس القوة التي تخيف مدافعي الخضر المميزين، مؤكدا بأن خبرة بوقرة وطريقة لعب حليش تضعهما في منآى عن الكثير من المتاعب. * لكن ما يميز لاعبي هذا المنتخب هو إجادة لعب التماس على طريقة الركنيات ودائما ما تشكل خطرا على المنافسين. * يضاف إلى ذلك فإن حارس منتخب مالاوي ليس بقوة حراس المنتخب الجزائري ما يعني إمكانية الوصول إلى شباكه سهلة بالتسديد من بعيد أو التوغل في منطقة العمليات. * * 70 بالمائة من أهداف مالاوي من كرات ثابتة * تعد الكرات الثابتة نقطة قوة منتخب مالاوي الذي يبدو للوهلة الأولى متواضعا مقارنة بإمكانات الخضر، لكن الاحتياط واجب حسب خبير كرة القدم الإفريقية عمروش. * ويتميز لاعبو هذا المنتخب كثيرا بتسديد الكرات الثابتة بدقة متناهية، إذ أن 70 بالمائة من الأهداف التي سجلها هذا المنتخب جاءت من كرات ثابتة. * وعادة ما تسند مهمة تنفيذها لقائد الفريق بيتر مبوندا، حيث يجمع بين القوة والدقة في تسديداته. * * معلومات عن منتخب مالاوي * مالاوي أحد الفرق الصغيرة في الكرة الإفريقية وليس لها تاريخ لا على النطاق الإفريقي أو العالمي، وان كانت في بعض الأحيان تقدم منتخبا قويا يحاول أن يقدم الجديد ولكن دائما ما يصطدم بأحد المنتخبات الكبيرة في مسيرته فلا يستطيع أن يكمل المشوار إلى النهاية، يشارك للمرة الثانية في تاريخه ضمن نهائيات كأس إفريقيا بعد أول مشاركة له في 84 حين واجه "الخضر" أنذاك. * * تأسس الإتحاد المالاوي 1966 * انضم للإتحاد الدولي 1967 * العاصمة: ليولونغي * اللغة الرسمية: الانجليزية _ الشيوة * عدد السكان: حوالي 12 مليون نسمة * * تعرف على هذا البلد * البؤس والإيدز.. الوجه الآخر لمالاوي * المالاوي دولة تعيش أقصى درجات البؤس، بينما هي تمتلك جميع المقومات التي تجعلها غنية مرفّهة... صورة البؤس هذه تتجلى أكثر ما تتجلى لدى السكان المسلمين. * تقع مالاوي في الجنوب الشرقي من إفريقيا جنوب خط الاستواء، أرضها خصبة وسماؤها ممطرة، ويسكن فيها نحو اثنا عشر مليون نسمة. * وتمتد بحيرة مالاوي على خُمس مساحة البلاد. ويكسو مالاوي لباس أخضر من النباتات، بيد أن مالاوي تعتبر من أفقر دول العالم على الإطلاق. * * 200 طبيب فقط في مواجهة شبح "الإيدز" * نسبة المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) تبلغ 17٪ من سكان البلاد! وأمام هذه الصورة في المجال الصحّي فإنه لا يوجد في البلاد سوى مائتي طبيب. * توجد الأراضي الخصبة في مالاوي بأيدي أصحاب الأراضي الكبار الأوربيين والهنود. وفي هذه الأراضي الشاسعة يتم إنتاج الشاي والتبغ والقهوة والشمندر السكري. وهذه المنتجات هي أهم مجالات التصدير لمالاوي. وبالنسبة إلى الأهالي فهم يعملون في المزارع محاولين إشباع بطونهم، بل إن ثمّة شكا في كونهم قادرين حتى على ذلك. * * صراع مسلمي مالاوي من أجل البقاء * نسبة المسلمين في السجلاّت الرسمية 12٪، ولذلك فإن هذه السياسة تطبّق وفقا لهذه النسبة، وكمثال لذلك فإن تقسيم المساعدات التي تأتي من الخارج تتم وفق هذه النسبة، والحقيقة أن شيئا لا يعطى للمسلمين. كما أنه لا توجد دروس دينية في مدارس الدّولة! باعتبار أن النسبة هي 12٪ فقط، والحكومة المالاوية ترفض قبول طلب تدريس العلوم الدّينية في المدارس متذرّعة أن عدد المسلمين "غير كاف". أما المسلمون المالاويين فإنهم يؤكّدون أن نسبتهم لا تقلّ هناك عن ال40٪. وفي الوقت الحالي فإنهم ردّا على سياسة "الإلغاء" مضطرّون للتحرّك من أجل "إثبات الوجود".. * المثير للانتباه أن 80٪ من السكان في مالاوي ليس في بيوتهم إنارة كهربائية. * * بعد عودتها لساحة أمم إفريقيا * مالاوي تواجه مصر وغانا وطوغو تحسبا للجزائر * برمج منتخب مالاوي أربع مواجهات تحضيرية تحسبا للمشاركة في كأس افريقا للأمم التي ستنطلق في 10 جانفي المقبل بالعاصمة الانغولية لواندا. * وبدأ منتخب مالاوي تحضيراته بتفوق صريح على منتخب موزمبيق بعقر دار هذا الأخير بهدف دون مقابل، ووصل أمس أشبال كيناه فيري إلى العاصمة المصرية القاهرة تزامنا مع مواجهة المنتخب المصري يوم الثلاثاء في لقاء ثان، على ان يعود بعدها مباشرة الى بلده لمواجهة منتخب طوغو في 2 جانفي، ثم منتخب غانا في سوازيلندا في 5 جانفي لتكون آخر محطة تحضيرية له قبل مواجهة "الخضر" في 11 جانفي. * وسيدخل منتخب مالاوي المنافسة القارية وهو مجهزا نفسه من الناحية التنافسية على عكس المنتخب الجزائري الذي لن يخوض أي لقاء قبل دورة انغولا. * * تاريخ المواجهات الجزائرية المالاوية * تبدو المواجهات الجزائرية المالاوية نادرة الحدوث، لكن التاريخ يحتفظ بأن أول مواجهة بين البليدين في كأس إفريقيا كانت في دورة كوت ديفوار سنة 1984 ومن الصدف إنها المشاركة الأولى لمالاوي ليعود ويواجه مرة أخرى الجزائر بعد عودته لكأس إفريقيا للأمم. * لم يلتقي المنتخب الوطني الجزائري بمنتخب مالاوي سوى في أربع مناسبات منها مواجهتين رسميتين، و كانت الأولى في دورة الألعاب الإفريقية 1978م أين اكتسح الخضر ملاوي بثلاثية نظيفة، وبنفس النتيجة تمكن رفاق لخضر بلومي أن يتفوقوا عليه في دورة كأس أمم إفريقيا ساحل العاج 1984م. * * 22جويلية 1978 : الجزائر - مالاوي 3-0 الألعاب الإفريقية * 22أكتوبر 1978 : مالاوي - الجزائر 1-1 مباراة ودية * 24أكتوبر 1978 : الجزائر - مالاوي 2-1 مباراة ودية * 5مارس 1984 : الجزائر - مالاوي 3-0 نهائيات كأس أمم إفريقيا.