كشف وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول عن مشروع إنشاء معهد عال لتكوين إطارات القطاع في مجالات قيادة المشاريع الكبرى والتحكم في تقنيات تسييرها، وذلك بالشراكة مع المجمعين الصيني "سيتيك سي أرسيسي" والياباني "كوجال"، سيتم تجسيده في سنة 2008، واصفا هذه السنة بالمحطة المحورية للتتويج والوفاء بالوعود التي أعطيت في إطار تنفيذ مخططات القطاع، وبرنامج رئيس الجمهورية الذي انطلق في الميدان بنسبة 97 بالمائة·
وأبرز الوزير خلال اللقاء التقييمي السنوي الذي جمعه، أول امس، بمقر الوزارة بمدراء الأشغال العمومية لكافة ولايات الوطن، القفزة النوعية التي حققها نمو قطاعه خلال سنة 2007، والتي فاقت نسبة 11 بالمائة، (9 بالمائة بإشراك قطاعي البناء والري)، فيما كانت في 2004 لا تتعدى ال5،3 بالمائة، مذكرا بالإنجازات الكبرى التي طبعت هذه السنة، والتي عرفت معالجة 18 ألف كلم من الطرق، منها 10آلاف كلم في إطار مهام الصيانة، لينتقل بذلك المعدل السنوي لانجاز الطرق من 1000 كلم، إلى 8 آلاف كلم· كما تميزت سنة 2007 أيضا بتسجيل وتيرة متقدمة في مستوى انجاز مشروع الطريق السيار شرق غرب الذي تم فتح رواقه بنسبة تعدت 97 بالمائة، وأنهى قطاع الأشغال العمومية السنة، بعمل جواري محسوس، بفضل أشغال فك العزلة عن المناطق المحرومة، وباستكمال برنامج تهيئة ال15حظيرة جهوية للعتاد وال50 دار للصيانة، وهي جلها مشاريع مدرجة في إطار تنفيذ حصة القطاع من برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لدعم التنمية، الذي يشمل 1700 مشروع مسجل بغلاف مالي مقدر ب2000 مليار دينار، فيما بلغت نسبة انطلاقه في الميدان 97 بالمائة في انتظار بعث ما تبقى منه خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية· وبعد أن وضع تقييما دقيقا لما تحقق في 2007، مؤكدا ارتياحه لهذا التقدم الكبير الذي أحرزه القطاع، أعلن السيد غول عن البرنامج المقرر لسنة 2008، الذي يرتقب أن يشهد مستوى قياسيا جديدا في معدل النمو، على اعتبار أن هذا العام يشكل محطة هامة يتهيأ فيها قطاع الأشغال العمومية لإنجاز كل العمليات المسجلة برسم برنامج الرئيس، حدد الوزير أولويات القطاع في 2008، والتي تشمل إلى جانب استكمال المشاريع التي انطلقت في إطار البرنامج الخماسي (2005 2009)، الانطلاق في كل الدراسات التي تعني المشاريع المبرمجة في المخططات الوطنية التوجيهية للقطاع والمبرمجة للفترة (2010 2015)، إضافة إلى انهاء كل الملفات المتعلقة بالمشاريع الكبرى المهيكلة، لبعث أشغال إنجازها مع نهاية 2008 أو بداية 2009 على أقصى تقدير، ويتعلق الأمر بمشروع الطريق السيار للهضاب العليا الممتد على مسافة 1300 كلم، تحضير ملف الطريق السيار شمال - جنوب (العابر للصحراء) الذي انطلق على مستوى بعض المقاطع، الانطلاق في مشاريع الطرق الالتفافية الخمسة، تحضير مشاريع الطرق الروابط الثمانية، والتحضير لانطلاق طرق الربط بين 32 ولاية والطريق السيار شرق غرب· على مستوى آخر، نبه السيد غول مدراء القطاع إلى أن أولويات القطاع في 2008، لا تقتصر على برنامج الإنجاز فحسب، وإنما على أشغال الصيانة أيضا، لا سيما بعد استكمال برنامج دعم هذه المهام بالوسائل والعتاد الضروري، فبعد استكمال برنامج الحظائر الجهوية، سيتم تجهيز كل مديرية ولائية بحظيرة خاصة بالعتاد· كما أشار إلى انه خلال السنة الجارية سيجري إنجاز أشغال تأهيل المنشآت المطارية والموانئ، في حين سيتعزز جانب التكوين، بمعهد عالٍ لتكوين الإطارات في مجال قيادة المشاريع والمناجمنت، سيجري إنشاؤه بالشراكة مع المجمعين الياباني والصيني المشرفين على مشروع الطريق السيار شرق-غرب، لتتبعها بعد ذلك عملية انجاز مخابر لمراقبة جودة الأشغال· ويسعى القطاع من خلال هذا المعهد العالي إلى تثمين الكفاءات وتحضيرها لقيادة المشاريع المستقبلية، وذلك لتأهيل الإطارات الجزائرية، وتفادي العجز في التاطير الذي عرفته بعض القطاعات في السنوات الماضية· وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الوزارة قامت بتوظيف 100 مهندس من النجباء المتخرجين من مختلف الجامعات والمعاهد الوطنية، استفادوا مؤخرا من تكوين خاص بالصين· وبالمناسبة حث الوزير المدراء والمسؤولين على الاعتناء بالإطارات الشابة العاملة بالقطاع وتثمين قدراتها· من جانب آخر ستعرف سنة 2008 أيضا تكثيف عمليات التنسيق بين قطاع الأشغال العمومية والقطاعات الأخرى من أجل حل مشكل الاكتظاظ في المدن، وذكر الوزير في هذا الصدد بمرافقة القطاع للجماعات المحلية في مهام صيانة الطرق البلدية والحضرية والتي خصصت لها الدولة غلافا ماليا مشترك بين عدة قطاعات يصل إلى 200 مليار دينار· وحول مشكل الإختناق الذي تعانيه العاصمة، اعتبر السيد غول أن المعالجة الناجعة له تستلزم التنسيق بين ثلاث مخططات توجيهية أساسية، هي مخطط المنشآت القاعدية، مخطط تهيئة العمران ومخطط حركة المرور، مع الحرص على المتابعة والتصحيح الدوري لهذه المخططات·