أكد وزير الأشغال العمومية عمار غول، أمس، أن الجزائر تطمح حاليا الى تكوين ما يقارب 1000 ألف مهندس في مجال البناء والأشغال العمومية بالخارج الى جانب تأطير 5 آلاف آخرين بالجزائر، كاشفا في هذا الصدد أنه سيتم لأول مرة إنشاء معهد لتأطير هؤلاء المهندسين لتسيير ومتابعة الإنتاج وانجاز التصاميم بقيمة مالية إجمالية تقدر ب 10 مليون أورو، الى جانب إنشاء مدرسة عليا لمراقبة النوعية تكون خاصة بخبراء ومهندسين سامين لمراقبة سير المشاريع الكبرى والتي بلغت قيمته الإجمالية 10 مليون دولار. أشرف وزير الأشغال العمومية عمار غول، أمس، على حفل توجه الدفعة الثالثة المتكونة من 100 مهندس انهوا دراستهم في 20 تخصص الى جمهورية الصين الشعبية، والتي تدخل في إطار البرنامج المسطر من قبل الوزارة والهادف الى تكوين مهندسين سامين في هذا القطاع ذلك من اجل الاستفادة من تربص يدوم 45 يوم بالتعاون مع المجمع الصيني "سيتيك.سي.أر.سي.سي" الذي يتكفل بانجاز الشطرين الأوسط والغربي للطريق السيار شرق غرب، حيث أكد في هذا الصدد على أهمية التكوين في مجال انجاز الطرق والمنشات الفنية الكبرى نظريا وتطبيقيا والاستفادة من التجربة الصينية من أجل تقوية البنى التحتية والتفتح الاقتصادي. وفي نفس السياق، أكد عمار غول أن الهدف من هذا التكوين هو خلق رأس مال جزائري من الإطارات والكفاءات الوطنية لانجاز التصاميم ومتابعة ومراقبة المشاريع الكبرى في أحسن معهد في الصين، ذلك في إطار الاتفاقية المبرمة بين البلدين من خلال تبادل الخبرات في المجال التقني والنظري، حيث سيقوم المتربصون بزيارات ميدانية هامة للمشاريع الكبرى كالأنفاق والجسور وكذا الطرقات السريعة والمنشات الفنية والبناءات المقاومة للزلزال، كما أكد الوزير أن هذا التكوين يهدف توفير يد عاملة مؤهلة في هذا القطاع بفعل البرامج التكوينية المسطرة في إطار مخطط تطوير القطاع الى آفاق 2025. وفي هذا الإطار، سيستفيد نحو 5 آلاف مهندس وإطار تابعين لقطاع الأشغال العمومية من دورات تكوينية مستقبلا في مجال إنجاز مشاريع الطرق والمنشآت الفنية وتسييرها، حيث كشف وزير الأشغال العمومية تجسيد هذا البرنامج سيتم من خلال إنشاء المعهد العالي لتسيير ومتابعة الأشغال الكبرى التي هي قيد الإنجاز بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، والممول من طرف الصين بتكلفة مالية تقدر ب 10 ملايين أورو، الى جانب إنشاء مدرسة عليا لمراقبة نوعية منشآت الطرق التي سيكون مقرها بولاية عين الدفلى بتمويل ياباني قدر ب 10 ملايين دولار . وبالموازاة مع ذلك تجدر الإشارة الى أنه سيتم مواصلة برامج التكوين بالخارج لصالح المهندسين حديثي التخرج من الجامعات، حيث تم منذ العام الفارط إرسال ما مجموعه 500 مهندس متربص الى كل من الصين واليابان، ذلك في إطار التعاون بين الوزارة والمجمع الصيني "سيتيك.سي.أر.سي سي" الذي يتكفل بانجاز الشطرين الأوسط و الغربي للطريق السيار شرق غرب وشركة "كوجال" اليابانية التي اسند لها إنشاء المقطع الشرقي لذات المشروع. وعلى هامش الحفل، أكد الوزير أن تكوين مثل هذه الإطارات في القطاع ستساعد على تصميم وانجاز ومتابعة مختلف المشاريع الحالية ك"مشروع القرن" طريق السيار شرق غرب، والتي سيتم الشروع في انجازها خلال المخطط الخماسي الجديد 2010-2014. وفي إطار مخطط الحكومة الذي أعلن عليه الوزير الأول احمد اويحى، أكد غول أنه من بين المشاريع المستقبلية سيتم انجاز طريق سريع للهضاب العليا بطول 1300 كم والذي سيربط بين بير العاتر بولاية تبسة والعريشة بتلمسان، الى جانب انجاز 23 طريق سريع سيربط 34 ولاية من الوطن، مشيرا في هذا الصدد أن نسبة تقدم الأشغال لمشروع الطريق السيار بلغت 86 بالمائة، حيث أكد أن وتيرة الأشغال بها ستنتهي قبل سنة من الآجال المحددة لإكمال المشروع، معلنا أنه سيتم فتح حركة المرور لآخر مقطع بعين الدفلى الذي سيربط العاصمة بولاية البليدة وشلف وعين الدفلى، الذي أعطى دفع هام للمحور الغربي للوطن حسب ما أكده وزير الأشغال العمومية.