وجه وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد أمس تعليمات صارمة لمديري التربية لكافة ولايات الوطن بهدف متابعة مدى مواظبة رؤساء المؤسسات وموظفي التأطير الإداري والبيداغوجي وكذا التلاميذ ومدى تطبيق البرامج التربوية، معلنا عن تعيين 14 مفتشا جديدا لمتابعة سير المؤسسات المدرسية لا سيما الثانويات، وبالخصوص في ولايات الجنوب التي تسجل بها نتائج ضعيفة في البكالوريا كل سنة. وأكد السيد بن بوزيد، خلال الندوة الوطنية لمدراء التربية الولائيين، أن الدراسة التشريحية التي قامت بها الوزارة أظهرت أن النتائج الضعيفة المسجلة على هذا المستوى تعود لغياب الصرامة في أداء المهام الموكلة على مختلف الأصعدة وعدم نجاعة هياكل التفتيش في مجال البيداغوجيا والتسيير على حد سواء، معترفا بأن هذه الهيئات الموكلة في المقام الأول بتسجيل الاختلالات في حينها ومن ثمة تنبيه مختلف المتدخلين المعنيين لإيجاد الحلول المناسبة لها لم تؤد دورها كما ينبغي. وفي هذا الصدد أكد وزير القطاع بأن المعطيات المسجلة في شبكة البيانات ستواكبها إجراءات أولية تتخذ في حال تسجيل أي مشكل، مشيرا إلى أنه ستنصب خلية مركزية على مستوى الوزارة يرأسها المفتش العام للبيداغوجيا (وهو منصب تم استحداثه مؤخرا في إطار الهيكلة الجديدة للوزارة)، يوكل لها أولا مهمة جمع المعلومات الواردة من مديريات التربية والمتعلقة بسير المؤسسات المدرسية ومعالجتها يوميا، ويتمثل المستوى الثاني لتدخل الجهاز في مديري التربية الذين يتعين عليهم تنشيط خلايا متابعة المؤسسات التابعة لولايتهم بإرسال شبكة البيانات المعدة لهذا الغرض يوميا إلى الوصاية، فيما يتمثل المستوى الثالث من التدخل في المفتشين الذين أوكلت لهم مؤخرا مهمة التفتيش والمعاينة الميدانية، حيث هم مدعوون إلى إرسال تقارير يومية للخلية المركزية. وأوضح الوزير أن الجهاز سيعمل على إشراك الهيئات المحلية بشكل أوسع في معالجة المشاكل التي تعيق سير المؤسسات المدرسية علما بأن الوزارة تتطلع من خلال هذا الجهاز إلى معالجة ظاهرة ضعف النتائج المسجلة في الولايات المعنية، ومن ثمة تسجيل مردود بيداغوجي أفضل مما يكفل تحقيق أهداف الإصلاح في هذه الولايات على غرار الولايات الأخرى للبلاد. وفي بيان لوزارة التربية تسلمت "المساء" نسخة منه، فإن الندوة تهدف إلى معالجة النقائص المسجلة في مجال المردود البيداغوجي في عدد من الولايات خاصة بجنوب البلاد وبعض مناطق الهضاب العليا وولايات أخرى بالشمال، وكان الملتقى الجهوي الذي انعقد في شهر ديسمبر الفارط بولاية الأغواط قد سمح بالوقوف على الواقع التربوي بهذه الولايات بتحديد العوامل التي أدت إلى تسجيلها لنتائج ضعيفة ليس في المسار المدرسي فحسب بل في الامتحانات الوطنية أيضا مقارنة مع المعدلات الوطنية. وأضاف المسؤول أن هذه النتائج سجلت "بالرغم من تزويد هذه الولايات بنفس الوسائل التي وضعت تحت تصرف غيرها من ولايات الوطن" مبرزا بأنها (الولايات المعنية) "كانت أحيانا أوفر حظا من غيرها من حيث المنشآت القاعدية والتأطير والأدوات التعليمية"، وعلى هذا الأساس قال الوزير بأن قطاعه لم يعد بإمكانه تقبل مثل هذا الوضع الذي أضحى يتكرر سنة بعد أخرى في هذه الولايات وهي التي تتمتع بنفس الإمكانيات التي تسخرها الدولة لكافة المؤسسات التربوية، فضلا عن عواقب التفاوت الكبير بين المؤسسات التعليمية من حيث التحصيل العلمي. من هذا المنطلق جاء قرار إنشاء هذا الجهاز الذي يضمن متابعة دائمة لجهازي المعالجة التربوية ودروس الدعم المدرسي، إضافة إلى متابعته للبرنامج الفعلي لعملية تفتيش المؤسسات المدرسية عبر التراب الوطني، حسب ما ورد في بيان الوزارة.