أكدت الصحافة المصرية في أعدادها الصادرة أمس، الثلاثاء، ان مقابلة الجزائر مصر برسم الدور النصف لنهائي لكأس افريقيا ستكون صعبة بكل المقاييس وطالبت الجميع بالتعامل معها على أنها مباراة في كرة القدم. واشارت الى ان تأهل المنتخبين "بجدارة واستحقاق" على فريقين من ابرز الفرق الأفريقية وما تضمه من أسماء لامعة يؤكد ان المرحلة القادمة من فعاليات المنافسة دخلت "مرحلة الجد التي لا تسمح فيها بالتعويض ولا تخضع للقواعد والأسس النمطية". وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "الأهرام" (الحكومية): "يجب على الجميع أن يتعامل معها على انها مباراة في كرة القدم، والفريق الأهدأ والأكثر تركيزا في الملعب هو القادر على الفوز وبلوغ النهائي وليس بالضرورة فتح الملفات القديمة". وعادت الصحف اليوم إلى تأهل الجزائر على كوت ديفوار حيث أكدت "الأهرام" ان الجزائر قدمت "أفضل عرض لها في البطولة وظهرت بمظهر المنتخب المتأهل إلى نهائيات المونديال وتفوقت على كوت ديفوار على مدى 100 دقيقة بعد ان تحررت من الخوف والارتباك اللذين ميزا أداءها في ثلث الساعة الأول خصوصا في الخط الخلفي. واشارت الصحيفة الى ان "فرص التهديف التي أهدرها اللاعبون الجزائريون والتي أنقذت كوت ديفوار من هزيمة نكراء". من جهتها، أكدت جريدة "الأخبار" ان محاربي الصحراء "تمكنوا من قلب الموازين ودحض كل التوقعات والتنبؤات التي ثبت معظمها في مصالحة الايفواريين أصحاب النجومية المتألقة لأمثال دروغبا وذكورا وغيرهم واثبتوا ان الكرة تلعب بالعقل وليس بالأقدام والرأس". وأوضحت الجريدة أن المنتخب الجزائري قدم "عرضا خططيا رائعا"، مشيرة إلى ان اللاعبين الجزائريين تحلوا ب"الشراسة في الأداء والوعي الخططي والتفهم للواجبات ووفرة النشاط وحسن الانتشار وعمق التعاون والتفاهم وذلك لثبات تشكيلتهم". وذكرت صحيفة "الدستور" في مقال بعنوان "الجزائر تلعب مباراة العمر وتقضي على اسطورة دروغبا وزملاءه" أن فوز المنتخب الجزائري "مفاجأة من العيار الثقيل"، حيث "دخل المباراة، ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع له حتى أن يصل إلى ضربات الجزاء الترجيحية عن طريق التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي". وقالت ان "الثقة الزائدة واللعب بصورة استعراضية أضاع المنتخب الجزائري فرصة فوز تاريخي وعريض على المنتخب الايفواري الذي تاه في المباراة تماما". ووصفت صحيفة "الشروق الجديد" أن مباراة الجزائر كوت ديفوار كانت "درامية ومثيرة ومجنونة ولو سئلت عن سيرها قبل ان تبدأ لما تخيلت هذا السيناريو العجيب ... كانت المباراة ابلغ تفسير للفارق بين منتخبات وكرة الشمال الافريقي وبين منتخبات غرب القارة السمراء". وأفادت صحيفة "الحياة" في طبعتها الصادرة في القاهرة أن "أشبال سعدان لقنوا "فيلة كوت دفوار" درسا في الواقعية والانضباط التكتيكي والروح القتالية وأيضا في حب الوطن على حد تعبير مجيد بوقرة صخرة الدفاع المنتخب الجزائري، وقدموا للعالم صورة الخضر تختلف عن تلك التي أظهروها في المباريات الأولى"، واضافت ان "الوجه الجزائري المميز سيدفع بمدربي انكلترا وأمريكيا وسلوفينيا الى اعادة حساباتهم بشأن المنتخب الجزائري في المواجهات المرتقبة بينهم في المونديال المقبل في جنوب افريقيا. واعترف الخبراء والتقنيون المصريون في تعليقاتهم التي فتحت لها صفحات الجرائد المحلية ان المنتخب الجزائري من الفرق القوية التي تستحق الإشادة وفي حالة استمرار الجزائر بنفس المستوى ستكون هناك صعوبة أمام المنتخب المصري. واعتبر الصحافي جمال مكاوي من جريدة "الجمهورية" ان المنتخب الجزائري كان الأحق والأفضل بالفوز على كوت ديفوار الذي لم يكن على نفس المستوى من الخبرة والذكاء والتركيز وهدوء الأعصاب على الرغم من قوة الفريق التي كانت واضحة. وأوضح ان المباريات في مثل هذه البطولات يكون فيها الذكاء الفطري والمكر والإخلاص والعزيمة وقوة الأعصاب دور لا يقل أهمية عن القوة والمهارات في حسم نتائجها. وقال مدرب للمنتخب الاولمبي المصري هاني رمزي أن محاربي الصحراء تفوقوا خلال المباراة فنيا وبدنيا وقدموا أداء رائعا استحقوا عليه الفوز وكانوا عند حسن الظن. وأوضح ان مستوى المنتخب الجزائري في تقدم مستمر وفي حالة أدائه في مباراة الدور قبل النهائي بهذا الشكل يمكنه بلوغ النهائي والحصول على البطولة. واتفق نجم الزمالك السابق احمد عبد الحليم مع زميله هاني وقال أن مباراة الجزائر كوت ديفوار "تستحق ان يطلق عليها مباراة البطولة الإفريقية"، مضيفا ان المنتخب الجزائري "لعب 120 دقيقة دون اهتزاز في المستوى وكان واثقا من إمكانياته وقدراته واستطاع مجاراة لاعبي كوت ديفوار والتفوق عليهم". ومن جهته، قال الخبير الكروي محمود بكر أن مباراة الجزائر كوت ديفوار كانت بين "فريق يلعب بانتمائية وآخر يلعب بتعال"، وأضاف "ان فارق الطموح كان مختلفا بالنسبة للفريقين حيث كانت للجزائر الرغبة والطموح في تحقيق الانتصار". وشاطره زميليه عضو مجلس إدارة نادي الزمالك إبراهيم يوسف ان المنتخب الجزائر قدم واحدة من أجمل مبارياته على مدار 20 عاما ولاعب كوت ديفوار بندية كبيرة وكان بإمكانه الفوز بنتيجة كبيرة لو استغل مهاجموه الفرص التي أتيحت لهم في الوقت الإضافي. وأكد أحد مسؤولي نادي المقاولين عمرو ابو المجد ان وصول المنتخب الحالي للجزائر للمربع الذهبي يؤكد انه فريق جيد ويمتلك مهارات فنية طيبة ولديهم مدير فني يستطيع توظيف قدرات اللاعبين في الوقت المناسب. وأوضح أن فوز المنتخب الجزائري يعد مفاجأة لأنه تخطى منافسا قويا ، مشيرا إلى انه استفاد من أخطائه في الدور الأول.