شهد الإعلام المصري بكل أشكاله الرسمي أو الخاص تهدئة غير مسبوقة وظهور مبادرات لتفادي التصعيد بين الأشقاء، والتركيز على جعل المباراة التي تجمع بين الجزائر ومصر في إطار رياضي لا غير، ولكن رغم ذلك أبدو تخوفهم من تكرار تجربة السودان المتعلقة بالجسر الجوي الذي عرف تهاطل المناصرين من كل حد وصوب، ويبقى أنهم اتفقوا على أن المباراة ستكون صعبة بكل المقاييس مع العودة القوية والأداء المتميز للخضر. الإعلام المصري منقسم بين المصالحة والتعصّب.. بالرغم من تغيّر نبرة الإعلام المصري المتعصّب للجزائر فيما تعلق بكرة القدم، إلا أنهم أثنوا كثيرا على الأداء المتميز الذي أبداه أبناء الشيخ سعدان بعد تغلبهم على ساحل العاج بالأداء والنتيجة، أين اتفقوا على أن المنتخب الجزائري أظهر وجهه الحقيقي وأبرز كل تكتيكاته وأحسن تطبيقها في الميدان، كما دعا بعض الصحف المصرية على غرار يومية »اليوم السابع« على أن المباراة التي تجمع الفراعنة بمحاربي الصحراء ستكون مباراة المصالحة بامتياز، وتجاوز الخلافات وتلطيف الأجواء بين البلدين عبر الكرة التي كما فرقت، ستجمع وتوّحد الأشقاء وتقبل الهزيمة بكل روح رياضية. فيما واصلت بعض الصحف المصرية مثل »بلا كورة« تعصبها، أين أكدت أن المقابلة المقبلة ثأرية ورد لاعتبار الشعب المصري، حيث طالبوا زملاء أحمد حسن بالثأر ثم الثأر، وتجاوزا ذلك على مطالبة السلطات المصرية بوضع قوات مصرية يتم إرسالها على انغولا بالزي المدني للثأر من المناصرين الجزائريين الذين ادعوا أنهم ضربوا بالسكاكين مناصريهم. وكتبت صحيفة الأهرام أنه يجب على الجميع أن يتعامل مع المباراة في إطار رياضي مباراة لن تخرج عن نطاق 90 دقيقة، والفريق الرزين والأكثر تركيزا في الملعب هو القادر على الفوز وبلوغ النهائي دون التعرض للأحداث السابقة، كما ذكرت صحيفة الدستور في مقال معنون ب »الجزائر تلعب مباراة العمر وتقضي على أسطورة دروغبا وزملاءه« وقالت أن فوز المنتخب الجزائري »مفاجأة من العيار الثقيل« حيث أن الثقة الزائدة للخضر واللعب بصورة استعراضية أضاع المنتخب الجزائري فرصة فوز تاريخي وعريض على المنتخب الايفواري الذي تاه في المباراة تماما. وما يثبت التعصب لبعض الإعلاميين المصريين التي تم نشرها في صحيفة الأخبار وبعنوان بالبنط العريض »مصر تقصي «الأسود» وتستعد لمواجهة «ثأريّة» مع الجزائر«، وأكدوا أن الموقعة الكروية الجزائرية المصرية ستتجدد، الخميس المقبل في الموعد الثأري ضد الجزائر، أين اعتبروا الصراع العربي مجدداً سيتأجج في لقاء الجارين اللدودين على الملعب. الجسر الجوي هاجس المصريين.. تناقلت وسائل الصحف المصرية تصريح وزير الخارجية الجزائري بأن الحكومة تعمل على إعداد برنامج لتمكين المئات من مناصري المنتخب الجزائري من التوجه إلى أنجولا لدعم النخبة الوطنية في مباراة الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية أمام المنتخب المصري يوم الخميس، بكثير من الخوف من أن تتكرر تجربة أم درمان التي غزى فيها المناصرين الجزائريون السودان وأصبحت مدينة جزائرية، كما كانوا الحافز الأكبر لتحقيق الانتصار والتأهل للمونديال، حيث طالبوا السلطات المصرية بوضع تسهيلات لسفر المشجعين المصريين إلي انجولا من أجل مساندة فريقهم عمل بالتجربة الجزائرية، وما يظهر أن الجسر الجوي العملاق بين الجزائر والسودان بات هاجس المصريين ولن ينمحي أبدا من ذاكرتهم. اقتراح عطلة لإعلام البلدين لتفادي التأجيج.. وفي خرجة غير متوقعة وتعبّر عن مساعي الإعلام المصري في تحقيق المصالحة، اقترحت بعض الصحف أن يأخذ إعلام البلدين عطلة وحتى توقيف التعليقات في المنتديات تدوم يومين فقط أي بعد إجراء المباراة، وذهبوا أبعد من ذلك حين دعوا إلى تغليب منطق التشجيع عبر الدعاء لفريق كل بلد، والإصلاح بين شعبين عظيمين مصيرهما واحد ودينهما واحد وأمة واحدة، وقال كاتب مقال أمين حسام أن من يدعو للفتنة هم قلة فتانة، وأكيد هم أعداء الأمة العربية، ومتعصبين يجهلون كرة القدم التي تمارس للاستمتاع وليس لتأجيج الخلافات، وختم كلامه »الدعاء مخ العبادة«، فتقيدوا بالروح الرياضية وتغلب العقل. الخبراء والتقنيون المصريون يعترفون بدهاء سعدان واعترف الكثير من الخبراء والتقنيون المصريون في تعليقاتهم التي فتحت لها صفحات الجرائد المحلية أن المنتخب الجزائري من الفرق القوية التي تستحق الإشادة وفي حالة استمرار الجزائر بنفس لمستوى ستكون هناك صعوبة أمام المنتخب المصري، واعتبر الصحافي جمال مكاوي من جريدة »الجمهورية« أن المنتخب الجزائري كان الأحق والأفضل بالفوز على كوت ديفوار الذي لم يكن على نفس المستوى من الخبرة والذكاء والتركيز الجزائري، وقال أن مستوى الخضر في تقدم مستمر وإذا أدى مباراة النصف النهائي بنفس الشكل يمكنهم بلوغ النهائي والحصول على البطولة الإفريقية.