أوضح اللاعب الدولي الجزائري، عامر بوعزة، لموقع "سي أن أن "، أن كل لاعب سيجعل الإقصاء في الدور نصف النهائي من نهائيات كأس إفريقيا أمام المنتخب المصري، محطة لإعادة تصحيح الأخطاء التي وقع فيها "محاربو الصحراء"، وبناء كل احتياطاتهم من أجل الظهور بوجه مشرف وأحسن بكثير من الذي كشفوا عنه في أنغولا، لكنه أبدى في المقابل تأثره من عدم استدعائه للمشاركة في مباراة صربيا الودية المقررة في الثالث مارس المقبل بملعب 5 جويلية. - كيف هي حالتك الصحية، وهل أنت متأثر بغيابك عن لقاء صربيا الودي؟ * أولا أشكركم على السؤال، أما عن حالتي فإنني عدت مؤخرا إلى أجواء التدريبات مع فريقي بلاك بول بعد غياب دام عشرة أيام، كنت حينها أشتكي من إصابة تتمثل في شد عضلي في الفخذ، ولكنها ليست عميقة، بل خفيفة جعلتني أغيب مدة قصيرة، والحمد لله مع العلاج الذي خضعت له في إنكلترا استعدت عافيتي وأنا في أحسن حال اليوم. أما عن عدم مشاركتي في مباراة صربيا الودية، فهي بالنسبة لي مؤثرة من ناحية أنني سأكون غائبا عن الأجواء التي سيصنعها الجمهور الجزائري في المدرجات، وهذا هو الشيء الوحيد الذي أثر عليّ، أما مشاركتي من عدمها فهي لا تهم حاليا، بقدر ما يهمني استعادة إمكانياتي قبل المواعيد القادمة لي مع المنتخب. - وما هو تقييمك لمشوار المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة في أنغولا؟ * الدورة كانت ناجحة على كل المستويات، ولو نعود إليها بالتفصيل سنرى أن البداية في نظري كانت صعبة، خاصة الخسارة أمام مالاوي، وردود الفعل التي صاحبتها من قبل أنصارنا ووسائل الإعلام إلى درجة تأثرنا كثيرا بها، لكن سرعان ما عدنا وأكدنا قوتنا في لقاء مالي، حيث رجعنا بقوة، كما أوقفنا البلد المنظم أنغولا، لنكشف عن عزيمتنا ورغبتنا في الدور ربع النهائي أمام منتخب مدجج بالنجوم، وأثبتنا بشكل واضح التحسن الذي وصلنا إليه على كل المستويات، ولا يمكن أن أتحدث عن لقاء مصر لأنني أعتبره خسارة.. إقصاء وكفى، من دون أن أتحدث لا عن المنتخب المصري ولا عن التحكيم، بل علينا أن نضعه معيارا لنعالج به أخطاءنا وهذا كل ما في الأمر. - خسارة ثلاثة لقاءات، تلقيتم فيها عشرة أهداف كيف ترى هذه الحصيلة؟ * بالنسبة لنا، نحن لا نقيس مستوانا بهذا الشكل، فالدورة في نظرنا كانت ناجحة وبكل المقاييس، ووصولنا إلى نصف النهائي يعكس أن منتخبنا قلب كل التوقعات وأثبت أنه منتخب لم يتأهل إلى المونديال بشفقة أو مساعدة أحد، بل وصلنا إلى هذا المستوى بعرقنا. أما عن قضية الأهداف التي تلقاها دفاعنا، فهذا لا يعكس ضعفه، بل نحن نملك مدافعين من الطراز العالمي وأنا أشكرهم وأحييهم على شجاعتهم الكبيرة، وهذا ما يدفعني إلى القول أنه يستحيل أن نقيس قوتنا أو ضعفنا بعدد الأهداف التي تلقيناها أو التي سجلناها، بل نقيسها بانسجامنا وطريقة لعبنا والتلاحم الكبير الذي صار يميز منتخبنا، ويكفينا شرفا أننا تمكنا من تسجيل حضورنا بين أحسن أربعة منتخبات في الدورة، وهذا في رأيي هو الأساسي. - هل تعتبر "الكان" محطة مهمة للتحضير للمونديال؟ * أكيد هي محطة مهمة وهامة جدا، لأنها أبقتنا لأكثر من شهر مع بعضنا البعض، وذلك منذ المعسكر التحضيري في "كاستولي" بجنوب فرنسا إلى يومنا هذا، كما سمح لنا المعسكر بالاندماج أكثر بيننا كلاعبين، واستطعنا معرفة أمور كثيرة فيما بيننا طيلة فترة المعسكر، إلى درجة صرنا نرى أنفسنا لسنا في معسكر تحضيري لدورة كبيرة، بل الله أرادها أن تكون دورة نتعرف فيها أكثر على طريقة لعب كل واحد منا وتفكير أي منا. كما أن الدورة سمحت لنا بكسب المنافسة، حيث لعبنا ستة لقاءات مع بعضنا البعض وهذا شيء كبير جدا، للتحضير بشكل جدي وأحسن من أي منتخب آخر لنهائيات كأس العالم. - كيف ترى المونديال، طالما أنكم لن تجدوا منافسين كمالاوي وأنغولا، بل ستجدون مستوى عاليا جدا؟ * كل دورة تختلف معطياتها عن الأخرى، وكأس العالم نعرف جيدا أنها ستضم منتخبات كبيرة وقوية، ونعرف أيضا أننا لن نجد كما قلت مالاوي أو أنغولا وأيضا مصر، بل سنلاقي كما قلت منافسينا سلوفينا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وإنكلترا، وكلها منتخبات عالمية وكبيرة، الأمر الأكيد هنا هو أننا سنحضر ونجهز أنفسنا كما ينبغي من أجل تشريف وطننا والعرب، ونؤكد في المونديال أننا لن نخاف من أي أحد، بل سيكون التحدي كبيرا وسنقدم وجها جيدا إن شاء الله، وعلى كل حال سنحاول خلال الأربعة أشهر التي تفصلنا عن المونديال أن نصحح النقائص التي لاحظها علينا المدرب الوطني، بشكل جيد، ونقدم دورة كبيرة بحول الله.