تلتقي غانا، المضيفة، مع جارتها الكاميرون هذا الخميس على ملعب "اوهيني دغان" في أكرا في قمة ساخنة تحمل في طياتها حنين الماضي بين المدربين الفرنسي كلود لوروا والالماني اوتو بفيستر، وذلك في الدور نصف النهائي للنسخة السادسة والعشرين من نهائيات كأس أمم افريقيا لكرة القدم التي تستضيفها الاولى حتى الأحد المقبل· وتكتسي المباراة اهمية كبيرة بالنسبة إلى التشكيلتين الساعيتين إلى بلوغ المباراة النهائية من أجل هدف واحد ألا وهو إحراز اللقب، فغانا تلهث وراءه منذ عام 1982 عندما توجت بطلة في ليبيا للمرة الرابعة في تاريخها بعد اعوام 1963 و1965 و1978 وبالتالي تطمح في معادلة الرقم القياسي الموجود بحوزة الفراعنة (أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 2006) الذين يلتقون في نفس اليوم بكوت ديفوار بكوماسي· ويملك المنتخب الغاني افضلية الارض والجمهور بالاضافة الى المعنويات العالية التي يتمتع بها لاعبوه بعد الفوز الرائع على نيجيريا 2 - 1 في الدور ربع النهائي بعدما كان متخلفا بهدف، وحصد بالتالي أربعة انتصارات متتالية·وإذا كان كلود لوروا أكد أن فريقه في طريقه إلى تكرار انجازه عندما كان يشرف على "الاسود غيرالمروضة" عام 1988، فإنه يدرك جيدا أن العقبة التي امامه لن تتنازل بسهولة عن مكانها في المباراة النهائية، وهي قد تسقي لوروا من الكأس ذاتها التي سقى بها المغرب المصيف في الدور نصف النهائي 1 - صفر عام 1988 قبل أن يحرز اللقب على حساب نيجيريا 1 - صفر· واعترف لوروا نفسه باحتمال تكرار هذه المأساة، وقال: "للمرة الثانية نواجه منتخبا جارا بعد نيجيريا، وليست كل مرة تسلم الجرة، لقد حذرت اللاعبين من صعوبة المهمة اليوم وطالبتهم بالحذر من الوقوع في الفخ الكاميروني"، مضيفا،"لقد حصل ذلك للمغرب عام 1988 وقبل عامين لالمانيا في مونديال 2006"· وتابع لوروا الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الستين "انها أصعب مرحلة لنا في النهائيات يجب أن نحتاط كثيرا اذا أردنا تحقيق هدفنا وهو بلوغ المباراة النهائية"· وأوضح "أعرف المنتخب الكاميروني جيدا، لقد عشت معه لحظات رائعة بلغنا النهائي عام 1986 وخسرنا امام مصر بركلات الترجيح، ثم توجت معه باللقب القاري الوحيد حتى الآن عام 1988 في المغرب، لن أنسى الكاميرون ابدا لكني الآن اشرف على تدريب غانا ويجب أن اضع مشاعري تجاه الكاميرون جانبا ولمدة 90 دقيقة من اجل تحقيق هدفي وهو بلوغ المباراة النهائية"· وتعول غانا كثيرا على تألق نجومها المحترفين في انجلترا وخصوصا قائدها مايكل ايسيان وسولي علي مونتاري ومانويل جونيور اغوغو· ولم يخف بفيستر بدوره تخوفه من مواجهة غانا، وقال "انه المنتخب المضيف والانتصارات الاربعة المتتالية، تعد عوامل مساعدة ومنعشة للآمال والمعنويات اضافة الى نجومه القادرين على قلب نتيجة المباراة في اي وقت"، لكنه اردف قائلا "لا تنسوا اننا" الاسود غير المروضة "وصاحبة المناسبات الكبرى· صحيح اننا خسرنا المباراة الاولى لكن لكل جواد كبوة، استعدنا توازننا ونجحنا في فك عقدة الدور ربع النهائي التي لازمت الكاميرون في النسختين الاخيرتين"· وتابع "الضغط كبير على غانا لأنها اقتربت من تحقيق هدفها، لكن امامها منتخب قوي وينشد الهدف ذاته"· "سنستعد جيدا لمواجهتها ولدينا الاسلحة اللازمة لقهرها"· ويعول بفيتسر على نجم برشلونة الاسباني صامويل ايتو هداف النسخة الحالية برصيد 5 اهداف والعرس القاري منذ انطلاقه عام 1957 برصيد 16 هدفا·وعلى ملعب "بابا يارا" في مدينة كوماسي سيكون "الفراعنة "على موعد مع لقاء صعب ومثير في الخطوة قبل الاخيرة في رحلة الدفاع عن لقبه· وما يضاعف من تفاؤل المنتخب المصري قبل هذه المباراة عدة أسباب يأتي في مقدمتها أن أحدا لم يكن يتوقع وصوله إلى المربع الذهبي بعد النتائج المتذبذبة التي سجلها الفريق في التصفيات، حيث سقط في فخ التعادل في جميع المباريات التي خاضها خارج ملعبه أمام منتخبات موريتانيا متواضعة المستوى· وعلى مدار تسع مواجهات جمعت بين الفريقين في تاريخ مشاركاتهما بنهائيات كأس الأمم الافريقية كان للمنتخب المصري اليد العليا فقد فاز في ست مباريات وخسر مباراة واحدة فقط وتعادل في مباراتين مع المنتخب الايفواريوعلى الرغم من الترشيحات القوية التي تصب في مصلحة المنتخب الايفواري تبدو المواجهة متكافئة إلى حد كبير خاصة وأن عناصر المنتخب الايفواري لم تختلف كثيرا عما كانت عليه في عام 2006 مع اكتساب مزيد من الخبرة فحسب· وفي المقابل عزز المنتخب المصري صفوفه هذه المرة بعدد من العناصر المميزة وفي مقدمتها حسني عبد ربه الذي سجل أربعة أهداف للفراعنة في البطولة الحالية حتى الآن منها ثلاثة أهداف من ضربات جزاء·