حبها للخياطة ما انفك يكبر ويكبر مع السنوات، فبعدما كان حلما في العاشرة أصبح اختيار افي الرابعة عشر، لتتحول من خياطة إلى مصممة أزياء مغمورة استقت من التقاليد الجزائرية إلهامها، وهو الآمر الذي جعلها تبدع في المجال الذي اختارته في حياتها المهنية، حيث استطاعت أن تحقق أحلامها بعد حصولها على قرض من الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، وأسست شركتها الخاصة التي أطلقت عليها اسم هبة الله، إنها المبدعة نعيمة طرادني خيار، التي حدثتنا عن مشاريعها المستقبلية وطموحاتها... تقول" بداية أقول أنه على المرء أن يحب مهنته حتى يبدع فيها ويقدم الكثير، فقد أحببت هذه المهنة مند نعومة أظافري، والآن لدي 29 سنة وأنا أمارس مهنة الخياطة التي اعتبرها فنا قائما بذاته، لأن مظهر الإنسان أمر هام جدا وتتوقف عليه الكثير من الأشياء، ومنذ 7 سنوات استفدت من قرض من الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب وأصبحت لي شركتي الخاصة التي أعمل فيها رفقة زملائي، ونحن نكون فريقا واحدا حيث نتبادل الأفكار والنصائح، ونسعى إلى إرضاء أذواق زبائننا، خصوصا أننا نقدم الملابس الجاهزة، المتمثلة في الأطقم، المعاطف والفساتين، كما نتعامل مع الشركات ونخيط جهاز العروس كاملا". وعن جهاز العروس، قالت السيدة نعيمة " كما تعرفون لجهاز العروس خصوصيات كثيرة، أولها الجمال والأناقة والتميز، وكل هذه الأمور تحتاج إلى أنامل محترفة، بحيث نخيط الألبسة التقليدية الجزائرية، التي تعرف بجمالها الأخاد على غرار الكراكو، البدرون، الجبة القسنطينية المصنوعة بالمجبود أو الفتلة، الجبة القبائلية، الملحفة الشاوية، الجبة السطايفية، الوهرانية والبرنوس، وكذا الألبسة الجاهزة التي تحتاج إليها سواء في الخرجات أو البيت كالجبات العادية، ونعمد أيضا إلى خياطة جهاز العروس كاملا، بداية من لوازم الغرفة كالستائر الفاخرة والشورة والأغطية والمفروشات التي تناسب غرفة النوم، والتي تصنع من مختلف أنواع القماش وتزين بالطرز أو الشبيكة، غرزة الحساب التي تعتبر ضرورية في التقاليد الجزائرية، إلى الأغلفة التي تضم الجهاز والمصنوعة من قماش الأورغانزا. وحول غلاء جهاز العروس، وخاصة الملابس التقليدية وعدم قدرة كل الفتيات على اقتنائها، ردت محدثتنا قائلة " نعم حقيقة، الملابس التقليدية باهظة الثمن، إلا أننا راعينا هذا الجانب وأسعارنا مدروسة، إذ يتسنى لكل عروس اقتناء الكراكو أو القفطان الذي يعجبها، بحيث تنطلق الأسعار عندنا من 8000 دج، وكل واحدة تختار النوع الذي يناسبها، فهناك النوع الخفيف والآخر الثقيل الذي يصل سعره إلى 100.000دج، وقد حضرنا زيا رائعا لا يتعدى سعره 45000 دج". وفي تقييمها لما حققته تقول " شاركت في العديد من المعارض وأرى أنني نجحت في الميدان الذي اخترته، بحكم أننا قدمنا الكثير من الملابس التي نالت إعجاب زوار المعارض، إلا أننا نطمح إلى أكثر من هذا، بحيث نسعى إلى تصدير منتوجاتنا بحيث لا نبقى مستوردين فقط". وحول آخر التصميمات التي جادت بها أناملها قالت " سنعرض قريبا زيا جديدا من الكراكو بسروال القعدة، الذي يعتبر من الأنواع التقليدية المحبوبة لدى النساء الجزائريات، وقد أدخلت عليه تعديلات كثيرة، إلى جانب طرز خاص على الحايك العاصمي".