أكدت نتائج دراسة أمريكية تم نشرها بمناسبة اليوم العالي للمرأة أن وضعية المرأة في الجزائر حققت تقدما ملحوظا يثير التفاؤل وينبئ بمستقبل وآفاق أحسن وخصت بالذكر المجالات التي قطعت فيها النساء الجزائريات أشواطا كبيرة وهي مجال التربية وحق الحصول على العمل والمشاركة في الحياة السياسية للبلاد بالإضافة إلى عدة مجالات أخرى. وسجلت الدراسة نفس التقدم في كل من الأردن والكويت هذه الأخيرة التي حققت المرأة فيها إنجازا باهرا بعد انتزاع حقها في التصويت .. وخلصت الدراسة التي قامت بها مؤسسة "فريدوم هاوس" للدفاع عن الحريات انه لم تسجل حقوق المرأة سوى تقدم متواضع في السنوات الخمس الأخيرة في 15 من 18 بلدا في العالم العربي المنطقة التي لا تزال فيها -حسب الدراسة- عدم المساواة بين الجنسين ملحوظة بشكل قوي. ولخصت "سانجا كيلي" المشرفة على الدراسة الوضع في المنطقة العربية بأنها لا تزال "الأكثر خرقا في العالم في ما يتعلق بحقوق النساء رغم تسجيل هذا التقدم الطفيف في الوقت الذي ساءت فيه ظروف النساء في ثلاث دول أخرى هي العراق واليمن وفلسطين المحتلة. وبخصوص الحصول على الوظيفة، فإن كانت نسبة النساء العاملات أو "الناشطات اقتصاديا" في المنطقة لا تتجاوز 28 ? ، وهي أدني نسبة في العالم، فقد سجل تقدم في بلدان عدة مثل قطر حيث بلغت نسبة النساء العاملات بها 42 ? عام 2007 مقابل 36 ? في العام ألفين. والتقدم ملحوظ أيضا في الجزائر بزائد 6 نقاط لتصل إلى 38 ? وفي ليبيا زائد 4 لتصل إلى27 ? . ففي الجزائر تضيف الدراسة - أدى إصلاح أجري في 2005 إلى تعزيز استقلالية المرأة داخل الأسرة. الجزائريات، التونسيات والمغربيات الأكثر تحررا بينما ترى الدراسة الأمريكية من جهة أخرى أن الجزائريات والمغربيات واللبنانيات تتبعن التونسيات من التمتع بأعلى درجة من الحرية في المنطقة. أما اليمن والمملكة العربية السعودية فيأتيان في المرتبة الأخيرة، وبين الخطوات العملاقة التي تحققت حصول النساء في الكويت على نفس الحقوق السياسية للرجال مع انتخاب أربع نساء في البرلمان في العام 2009 للمرة الأولى في تاريخ البلاد. ولفتت كيلي إلى "أن العنف الأسري ضد النساء يمثل مشكلة كبيرة في المنطقة العربية حتى وإن كان مسجلا في العالم أجمع"، مضيفة "أن ما يميز الشرق الأوسط هو نقص القوانين المتعلقة بحماية النساء من عنف الزوج" مشيرة في الوقت نفسه إلى أن عددا من البلدان بدأت التصدي للمسألة وأكدت "أن الأردن وتونس هما البلدان الوحيدان اللذان يجرمان العنف الأسري". وتطلب إنجاز الدراسة الأمريكية الخاصة بوضعية المرأة في العالم العربي وما تحقق من تقدم في حياتها مشاركة 40 متعاونا في 18 بلدا للقيام بمئات المقابلات ولدراسة 44 مؤشرا عن تطور حقوق المرأة في مجالات الدراسة والعمل والقوانين والقضاء وميادين أخرى.