أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس بفندق الأوراسي على حفل أقامه على شرف النساء الجزائريات إحياء لليوم العالمي للمرأة، وذلك بحضور وجوه بارزة من المجاهدات والبرلمانيات والمثقفات والصحافيات ورياضيات وكذا ممثلات عن المجتمع المدني. وقد تم خلال هذه السنة تكريم قطاع الإعلام نظير الجهود التي يبذلها من أجل خدمة قضايا المجتمع والتنمية سواء خلال العشرية السوداء التي دفع فيها الاعلاميون الجزائريون فاتورة اعلائهم كلمة الحق بنبذهم الاعمال الهمجية أو خلال مرحلة ما بعد الارهاب التي فرضت عليهم تحديات كبيرة لا تقل خطورة عن الآفة العابرة للحدود، وبما أن المناسبة خاصة بالنساء فقد تم تكريم السيدة نعمة عباس مديرة جريدة "اوريزون" والسيدة حدة حزام مديرة جريدة "الفجر" اللتين اختيرتا كأحسن مسيرتين لمؤسستين إعلاميتين، وهما اللتان أبلتا البلاء الحسن في مشوارهما الإعلامي. وإذا كان الحفل مناسبة للرئيس بوتفليقة لأن يشارك النساء الجزائريات عيدهن مثلما دأب على ذلك كل سنة، فإنه يريد من وراء ذلك التأكيد على حرص الدولة لإعطاء المكانة اللائقة للمرأة، وهو الذي دعاهن في كذا مناسبة إلى فرض أنفسهن في المجتمع لا سيما في المجال السياسي الذي يبقى تمثيلهن فيه لا يرقى إلى الطموحات المنشودة. ومن هذا المنطلق يمكن أن نفهم تفضيل رئيس الجمهورية في كل مناسبة 8 مارس الإعلان عن قرارات سياسية لصالح المرأة، وهو ما تضمنته الرسالة التي وجهها أول أمس إلى النساء الجزائريات، حيث أعلن فيها عن قرار "رفع نسبة النساء في عضوية مجلس الأمة" ومباشرة العمل على "تجسيد المادة 31 مكرر من الدستور التي ترمي إلى توسيع المشاركة السياسية للمرأة في المجالس المنتخبة". كما أكد رئيس الدولة أنه يجري بنفس العزيمة العمل على إعداد السند القانوني الكفيل بإنشاء مركز وطني للدراسات والإعلام والتوثيق حول الأسرة والمرأة والطفولة. كما ذكر رئيس الجمهورية في رسالته بالجهود التي بذلتها الجزائر لتفعيل دور المرأة في المجتمع وضمان تكافؤ الفرص، من منطلق أن المرأة في الجزائر تحمل رسالة البناء وتتحمل مسؤولية القيادة تجسيدا للبرامج المعتمدة. وقد تميز الحفل المقام على شرف النساء الجزائريات بتنظيم مأدبة غداء مرفوقة بوصلات غنائية أندلسية مستمدة من التراث نالت إعجاب الحاضرين، حيث تجاوبت النسوة معها بإطلاق الزغاريد والتصفيق لأداء الفنانة ريم حقيقي وفرقتها، والتي حظيت بتحية الرئيس بوتفليقة شخصيا. وإذ تغيب بعض الوزراء وعقيلاتهم عن الحفل بسبب ارتباطات العمل، فقد كان الوزير الأول السيد أويحيى رفقة حرمه وفيا لحفل الثامن مارس حيث استقطبا اهتمام وسائل الإعلام، غير أن السيد أويحيى رفض الإدلاء بتصريحات صحفية مفضلا تأجيلها إلى الندوة الصحافية التي يعتزم عقدها على هامش أشغال المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني الديمقراطي يوم الجمعة القادم. وبعيدا عن السياسة فقد كانت لاعبات كرة اليد للمنتخب الوطني حاضرات بلباسهن الرياضي في الحفل، وذلك تكريما لهن لما قدمن من نتائج إيجابية خلال تصفيات كأس إفريقيا بالقاهرة باحتلالهن المرتبة الرابعة. وإذا كانت بعض الوجوه النسائية المعروفة قد تعودت تلبية دعوة الحضور إلى الحفل تأكيدا على امتنانهن لمساعي الدولة لترقية واقع المرأة، فقد كانت المناسبة لأخريات حضرن الحفل للمرة الأولى لاكتشاف الأجواء ولقاء شخصيات وجها لوجه، ومن ثم طرح الانشغالات، غير أن أكثر ما كان يشغل بالهن هو كيفية الوصول إلى رئيس الجمهورية أو مصافحته أو أخذ صور تذكارية معه على الأقل، لكن ذلك لم يكن في متناولهن جميعا بسبب الحضور المكثف لهن.