كرم أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إعلاميتين متمرستين من القطاعين العمومي والخاص تشجيعا منه للصحافية الجزائرية التي قطعت أشواطا محسوسة من العطاء في مسارها المهني من أجل مضاعفة الجهود لبلوغ أعلى سقف من الاحترافية، حيث خصّ بتكريمه نعمة عباس مديرة جريدة ''أوريزون'' وحدة حزام مديرة جريدة ''الفجر''. حمل تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في حفل بهيج أقامه على شرف المرأة الجزائرية بنزل الأوراسي إحياءً لليوم العالمي للمرأة الكثير من الاهتمام بالأسرة الإعلامية كتوجيه منه إلى الدور الاستراتيجي الذي ينبغي للإعلام أن يلعبه في ترقية المجتمع الجزائري وتبني قضاياه بموضوعية واحترافية ومواكبة معركة التنمية الوطنية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وحتى السياسية على إعتبار أن السيد الرئيس حريص على توسيع وترقية مشاركة المرأة سياسيا وتقوية تواجدها في المجالس المنتخبة سواء كان ذلك من خلال آخر تعديل جزئي للدستور وإعلانه في رسالة وجهها للجزائرية عشية الإحتفاء باليوم العالمي للمرأة عن قرار رفع نسبة النساء في عضوية مجلس الأمة ومباشرة العمل لتجسيد المادة 31 مكرر من الدستور. واقتصر تكريم رئيس الجمهورية هذه السنة إحتفاء بالثامن مارس على الاعلاميات الجزائريات اللائي قطعن مسارا ثريا بالعطاء، حيث رفع هذه السنة في اليوم العالمي للمرأة شعار »صورة المرأة في الإعلام« والذي يعكس حرص الرئيس على تشجيع الإعلامية تقلد مناصب قيادية ومؤثرة في الفضاء الاعلامي عرفانا لعطائها واحترافها وتضحياتها بصبر وفي صمت. وكان رئيس الجمهورية في رسالة وجهها للمرأة الجزائرية عشية عيدها العالمي قد راهن على دور الإعلام في إبراز الصورة المشرفة الحقيقية للمرأة الجزائرية وكشف مواقفها النموذجية، حيث أكد الرئيس أنه تم إيلاء عناية خاصة بالإعلام وقدمت له توجيهات حتى يتسنى له أداء رسالته في ظل الحركية الكبيرة التي تعرفها الجزائر ويرى رئيس الجمهورية أن مشروع تكريس صورة المرأة في الإعلام من شأنه أن يسمح في بلورة تصور متوافق ومتطور لترقية حقوق الإنسان وعلى رأسها حقوق المرأة والطفل على حد سواء. وأشرف رئيس الجمهورية خلال ذات الحفل على تكريم مجموعة من الفنانات إحتفوا وقاسموا الحاضرات من مجاهدات وبرلمانيات وصحافيات وإطارات في الدولة فرحة الاحتفاء بعيد المرأة على وقع النغمة التلمسانية العريقة، حيث قدم لهن باقات جميلة من الورود تتصدرهم المطربة الفنانة ريم حقيقي. وعقب التكريم التشجيعي التاريخي للإعلاميين من جريدتي ''أوريزون'' و''الفجر'' تقدمت »الشعب« من المكرمات ورصدت إنطباعاتهن، إعتبرت نعمة عباس مديرة جريدة ''أوريزون'' أن تكريمها من طرف القاضي الأول للبلاد فخرا لها وعرفانا على الجهود التي بذلتها، لأنه أحسن مكافأة تقدم لها نظير عطائها واحترافها في مهنة المتاعب. ورغم إشارتها إلى أن هذه المهنة تجتمع حولها المرأة إلى جانب أخيها الرجل، إلا أنها ترى أن المرأة تستحق كل التقدير والاحترام، لأنها تؤدي مهمتها بتواضع وصدق وموضوعية وإلى جانب ذلك تتحمل مسؤولية الأسرة. ووصفت نعمة عباس هذا التكريم بأنه جاء ليكرم جميع الإعلاميات الجزائريات، على إعتبار أنها مهنة جد صعبة لأنها على رأس جريدة وتدرك حساسية العمل والعراقيل التي تواجه الإعلاميات غير أنهن يعملن بتفان وصبر، وعبرت نعمة عباس عن تضامنها وتقديرها للكثيرات من الإعلاميات اللائي قدمن للمهنة تضحيات كثيرة بدون أن يبخلن، غير أنهن مازلن مهمشات، وخلصت إلى القول أن هذا التكريم يشرفها كثيرا. وما تجدر إليه الإشارة، فإن الإعلامية نعمة عباس بدأت في مشوارها الصحفي سنة 1985 بيومية المجاهد، ثم عينت على رأس جريدة ''أوريزون'' العمومية، وتسهر اليوم على تحديث آداء طاقمها لتكرس الاستقرار، حيث ومنذ سنة 2007 وهي تشرع في إصدار عدد خاص يتزامن مع الثامن مارس تخصصه للمرأة وعدد هذه السنة موجه للفنانة حيث قامت فيه بتكريم الجزائرية الفنانة. أما حدة حزام مديرة جريدة ''الفجر''، وهي أول جزائرية وعربية تؤسس يومية خاصة ترى تكريم رئيس الجمهورية لها عرفانا بالمجهودات وأكدت أن التكريم سيحملها مسؤولية كبيرة حتى تساهم في ترقية المهنة على اعتبار أنه توجد إرادة قوية لتشجيع الصحافة على الاحترافية والالتزام بأخلاقيات المهنة. ووجهت رسالة إلى الإعلاميات، كي يثابرن ويلتزمن بأخلاقيات المهنة، ويذكر أن حدة حزام خريجة معهد الإقتصاد وقدمت من ولاية قالمة وهي الأخرى بدأت مغامرتها الجميلة مع الفضاء الإعلامي في سنة 1985 وتمكنت في سنة 2000 من تأسيس جريدتها ''الفجر'' المستقلة وكانت أول امرأة تؤسس جريدة حيث وفرت مناصب شغل للشباب. وعلى هامش حفل تكريم رئيس الجمهورية للإعلاميين، إعتبر عز الدين ميهوبي -كاتب الدولة مكلف بالإتصال- أن هذا التكريم هو تكريم للمهنة وللمرأة على حد سواء ويعكس النجاحات التي حققتها المرأة في هذا القطاع الحساس والمهنة الصعبة.