عبر العديد من أولياء التلاميذ القاطنين ببلدية حاسي مفسوخ الواقعة شرق وهران، عن قلقهم الكبير جراء انشغال أبنائهم المتمدرسين في الطورين الابتدائي والمتوسط وعزوفهم عن الدراسة و الاهتمام بجمع النحاس والحديد والبلاستيك وجميع أنواع الخردة، بسبب توسع ظاهرة تجارة النفايات الحديدية وغير الحديدية بمنطقتهم السكنية التي يتردد عليها الكثير من الشباب الذين يحترفون هذا النشاط التجاري المربح. ويلجأ الأطفال والشبان المراهقون الى جمع النفايات المسترجعة مقابل مبالغ مالية زهيدة، لكنها تسد رمق الجوع وتوفر قليلا من الخبز، وهو ما يفسر تراجع المردود الدراسي للأطفال المنهمكين في مساعدة الأولياء في جمع قليل من الاموال بعد عمليات البيع لكل هذه الانواع من النفايات والخردة التي يتم اعادة بيعها لشركات تتاجر فيها لحساب شركات التصدير نحو العديد من البلدان الأوربية والآسيوية. أولياء هؤلاء الأطفال والتلاميذ حاولوا لفت الانتباه الى هذه الظاهرة السلبية التي تؤثر على المسار الدراسي والتحصيل العلمي لأولادهم، الذين تحولوا الى مجرد ادوات للاسترجاع يتم استغلالهم من طرف شباب اكبر منهم، مما يعرضهم للإصابات بالعديد من الأمراض نتيجة تجوالهم اليومي في المزابل والمفارغ، حيث يؤكد أحد المواطنين أن أصحاب "العربات المتنقلة" المتجولين يوميا عبر شوارع وازقة مقر البلدية وبعض احيائها، اصبحوا يروجون لهذه الظاهرة السلبية، مما اثر على الأطفال وساهم في انعكاسات سلبية على مستقبل المتمدرسين، الامر الذي يتطلب تدخلا سريعا وحاسما للسلطات العمومية المحلية.