أحيا الشعبان الجزائريوالتونسي أمس، الذكرى الخمسين لأحداث ساقية سيدي يوسف، حيث أكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني، أن ساقية سيدي يوسف ستبقى "رمزا ومعلما" في المسار التاريخي الذي يسلكه الشعبان الشقيقان الجزائريوالتونسي و"إشعاعا قويا يبلور مسارهما المشترك"· وأضاف السيد زرهوني في كلمة له ببلدة ساقية سيدي يوسف بالمناسبة، أن ساقية سيدي يوسف تعد "ترجمة حقيقية للروابط الأخوية التي تجمع الجزائروتونس والعلاقات المتميزة القائمة بينهما"· وعاد الوزير للحديث عن الأحداث التي عرفتها المنطقة في نفس تاريخ اليوم من سنة 1958 ليوضح أن الاستعمار الفرنسي لجأ حينها إلى "وسيلة وحشية حاول بها قطع صلة الرحم بين إخواننا بتونس والثورة الجزائرية" · وأضاف الوزير الذي ترأس مع نظيره التونسي الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لأحداث ساقية سيدي يوسف، أن المستعمر "فضح بهذا العمل الهمجي غير الإنساني نيته في ضرب سكان ساقية سيدي يوسف ومن ورائهم الشعب التونسي جراء دعمه للجزائر المكافحة من أجل استقلالها"· وكان الهدف من وراء هذا العمل الجبان يضيف السيد زرهوني "حرمان الثورة الجزائرية من دعم تونس الشقيقة لها والعمل على خنقها بعدما تمكنت من إحباط أهم المخططات الاستعمارية ومنها إنجاز خط موريس"· لكن يستطرد الوزير "في الوقت الذي كان الاستعمار يدعي فيه كسر الثورة الجزائرية حصل العكس، حيث زادت الروابط التاريخية متانة أكبر بفضل امتزاج دماء شهداء البلدين"· من أجل كل هذا خلص السيد زرهوني إلى أن "الأخوة التي عززتها أحداث ساقية سيدي يوسف تكتسي أهمية كبرى في قلوب كل الجزائريينوالتونسيين"، مضيفا أن رسالة الساقية ستواصل من خلال الشعبين الجزائريوالتونسي "مساءلة كل شعوب المغرب العربي ما دامت راسخة في تاريخنا المشترك كصفحة مشرقة بل من أنبل صفحات منطقتنا المغاربية" · وألح الوزير على ضرورة أن تبقى هذه المدينة المجاهدة "رمزا للتضحية المشتركة وأن تقف شاهدا على قدرة شعوبنا على التوحد أمام المحن"، مضيفا أن الاحتفال بذكرى الأحداث التي عرفتها المنطقة "تعبير عن حلم مشترك من أجل مغرب عربي موحد نتوجه به بصفة خاصة إلى الأجيال القادمة التي يقع على عاتقها واجب الحفاظ على هذا المكسب العظيم" · في نفس السياق اعتبر السيد زرهوني أن تعزيز الروابط الأخوية بين الجزائروتونس يمثل "مؤشرا واضحا" على عزم البلدين على رفع علاقاتهما الثنائية إلى مستوى طموحات وتطلعات شعبيهما والشعوب المغاربية· مضيفا أن إحياء الجزائروتونس الذكرى في مكانها "التاريخي" هو "تعبير عن عزمنا المشترك لتعزيز الشراكة القائمة بين بلدينا لصالح شعبينا وخدمة للهدف المغاربي الذي نتطلع إليه جميعا"، مشيرا إلى أن ذلك ما أكدته الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى تونس أول أمس، والنتائج المرضية والواعدة التي توجت لقاءه مع نظيره التونسي السيد زين العابدين بن علي· كما أن ذلك يضيف الوزير يعد أيضا "تأكيدا على التضامن الذي ما فتئ يميز العلاقات الأخوية الجزائريةالتونسية برفع التحديات التي تواجه المنطقة والتصدي للآفات الخطيرة التي تهدد العالم بأسره كالإرهاب والإجرام المنظم"· وقد قاد وزير الداخلية والجماعات المحلية في الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لأحداث ساقية سيدي يوسف وفدا يضم على الخصوص وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد السعيد عبادو·