وسط تحديات الألفية الجديدة يبرز اليوم العمل التطوعي كواحد من أهم الإنجازات التي تقوم عليها العلاقات الاجتماعية، إذ يشكل هذا العمل التطوعي بعداً اجتماعياً يضفي صيغ التعاون والتكامل بين الفرد ومجتمعه، ومن هذا المنطلق وجدت جمعيات تخصصت في تقديم يد العون لشرائح مختلفة من المجتمع بحاجة لذلك ومنها فئة ذوي الإعاقة. تسعى مؤسسات المجتمع المدني دائماً إلى تطوير تظاهرات وبرامج وأنشطة العمل التطوعي بما يواكب التطلعات والأهداف المسطرة مسبقا، وهو ما تقوم به جمعية "البسمة" لرعاية الطفولة ببومرداس من خلال العمل التطوعي في العديد من الميادين المجتمعية مثل (رعاية المرضى والأشخاص ذوي الإعاقة والأعمال الخيرية والعناية بالطفولة بالإضافة إلى الميادين الأخرى). هذه الجمعية تسعى دائماً إلى تشكيل الفرق التطوعية مع تخصيص مجموعة من البرامج والأنشطة والفعاليات التي من شأنها أن تساهم بشكل أو بآخر في الارتقاء بمستوى العمل التطوعي الخيري، خاصة وأن إمكانيات العمل التطوعي مفتوحة للجميع، ولن يستطيع أحد أن يوقفها لأنها ترتكز على الاستفادة من الطاقات الشبابية وتبرعات ذوي الخير، تماما مثلما سعت لذلك جمعية "البسمة" التي نظمت مؤخرا نشاطا خيريا لفائدة الأطفال المعاقين وزعت خلاله هدايا رمزية بمناسبة اليوم الوطني للمعاق، واحتضنته قاعة "الكريستال" التابعة لمجمع ترقية السكن العائلي لولاية بومرداس، شاركت فيه عدة فرق فكاهية وأخرى مسرحية قدمت عروضا تربوية قائمة على مواضيع اجتماعية هادفة، كما تخلل الحفل تنظيم ورشات لصالح الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 4 إلى 17 سنة، منها ورشات للرسم وأخرى للتجميل البهلواني، وكذا ورشات خاصة بصنع الحلويات وحتى لتعلم "الكروشيه" بالنسبة للفتيات المراهقات، وكل ورشة يؤطرها مختصون من أعضاء الجمعية. وقد تفاعل الأطفال كعادتهم بجو احياء هذ اليوم الذي شهد في الفترة المسائية ألعابا بهلوانية ومسرحيات للقراقوز أضحكت الحضور وانتهى بأناشيد من تقديم "كورال" البسمة وتوزيع هدايا رمزية على الأطفال المعاقين حركيا أو ذهنيا من الحاضرين ومنها أجهزة إعلام آلي محمولة تبرع بها محسنون.