سيقدم اليوم الشاعر الإعلامي زاهي وهبي بقاعة الموقار إصداره الجديد الذي يحمل عنوان "أضاهيك أنوثة" ويضم قصائد من تجربته الشعرية من إنتاج وزارة الثقافة وجمعية البيت للثقافة والفنون. وفي هذا السياق نظم الشاعر الإعلامي زاهي وهبي أمس بقاعة الموقار ندوة صحفية تحدث فيها عن مسيرته الشعرية وعن مكانة الشعر في العالم العربي وكذا عن عمله الإعلامي بقناة المستقبل، فقال انه كان يتمنى أن يتم سد الفجوة التي حدثت بين الشاعر والمتلقي، مضيفا انه من الجميل الاحتفال باليوم العالمي للشعر ولكن حبذا لو كان الاهتمام بالشعر طيلة السنة وليس ليوم واحد فقط. وأرجع زاهي مسؤولية الجفاء الحاصل بين الشاعر والمتلقي الى الشاعر بالدرجة الأولى الذي لم يعد يهتم في اغلبه بالقضايا التي تمس الشارع العربي، بالإضافة الى انغلاق بعض الشعراء على أنفسهم، كما أن للمتلقي ايضا جزء من مسؤولية هذا الشقاق، كما نادى الى الموازنة في حمل الشاعر للهموم الإنسانية من جهة ومن جهة أخرى ان يحافظ على قيمه الجمالية والفنية. أما عن استمرار الشعر من عدمه في الحياة الثقافية العربية، أكد زاهي انه باق مادامت الحياة مستمرة، معتبرا ان هذه الأخيرة لا يمكن ان توجد من دون إبداعات جميلة تعطي لها البعد الروحي، وإن الشعر "رفيق الإنسان" سيظل خالدا لا محالة. وفي إطار تأثير عمله الصحفي على مسيرته الشعرية، قال زاهي أن التلفزيون ساعده في الانتشار كشاعر ومكنّه من النضوج أكثر خاصة عندما استقبل في برامجه وفي مقدمتها برنامج "البيت بيتك" شخصيات ثقافية مرموقة، أمثال أدونيس وأنسي الحاج والماغوط، إلا أنه يحرص دائما على الموازنة بين عمله التلفزيوني ومسيرته الشعرية. بالمقابل أكد المتحدث انه وان كان متأثرا بالعديد من الأسماء في عالم الشعر أمثال غادة السمان ومحمد درويش وأنسي الحاج ومحمد الماغوط وغيرهم. وتناول زاهي مسألة تصنيف الشعر، فقال أنه يكتب القصيدة النثرية ولا يؤمن بالتصنيفات الشعرية باعتبار أنه لا يحكم على الشعر من خلال شكله أو أسلوبه بل عن طريق مضمونه فالشعر -حسبه- شجرة واحدة بثمار مختلفة. وتحدث زاهي عن علاقته بالجزائر التي يزورها لأول مرة فقال انه أقام في لبنان أكثر من مظاهرة حول المطالبة باستقلال الجزائر، مضيفا انه وإن كان غير مطلع كثيرا على الأدب الجزائري فإنه يتمنى ان يكون التواصل الثقافي والفني أكثر مما هو عليه الآن بين الجزائر ولبنان. وقام زاهي مؤخرا بتوقيع عقد مع شركة عربية لتسجيل ديوان صوتي إيمانا منه بضرورة ان يصاحب الشعر، الميديا الحديثة وان لا يقتصر فقط على النشر في الكتاب رغم أهمية هذا الأخير، وفي هذا السياق طالب الشاعر من أصحاب رأس المال العرب الاستثمار في الثقافة والأدب وليس الاهتمام فقط بالعقارات والغناء.