حلّ الإعلامي والشاعر اللبناني زاهي وهبي ضيفا بالجزائر، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي يأتي كل عام في 19 مارس، حيث التقى بإعلاميين في ندوة صحفية عقدها أول أمس بقاعة الموقار، مع حضور المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، أين وصف زاهي وهبي حضورها ب''مثابة التكريم الإضافي'' له، جاءت هذه الزيارة بدعوة من ''جمعية البيت للثقافة والفنون.'' وقع زاهي وهبي على هامش هذه الزيارة التي قادته إلى الجزائر للمرة الأولى، ديوانه الشعري الجديد''أضاهيك أنوثة'' الصادر عن ذات الجمعية، والذي حمل بين طياته أروع القصائد الشعرية التي تغنى فيها بالمرأة، الأم، والوطن، على غرار نصه ؟حكايا الرجل المغناج''، ونص'' تتبرج لأجلي''، كما كانت للشاعر أمسية شعرية بذات القاعة التقي فيها بمحبي الشعر، والأدب من مثقفين ومهتمين بهذا النوع من الأدب. يعد الشاعر من أبرز الوجوه المتواجدة حالياً بالساحة الإعلامية العربية من خلال برنامجه الشهير''خليك بالبيت''، الذي استضاف فيه ما يزيد عن 700 مبدع عربي، ترك بصمته الواضحة في المشهد السياسي،الثقافي، والفني العربي، وقد أعرب الشاعر على سعادته لزيارته هذه الأولى إلى الجزائر، مؤكدا أن الجزائر''موجودة في الوجدان العربي، فهي بلد الشهداء والبطولات، ولها أسماء أدبية مضيئة في الذاكرة العربية، والإبداع على مستوى العالم''، كما ذكر أسماء مثقفين وأدباء جزائريين، حيث ثمن المجهودات التي يبذلونها في الميدان الثقافي والأدبي، على غرار كاتب ياسين، مالك حداد، وآسيا جبار، وأحلام مستغانمي التي سبق وأن استضافها في حصته''خليك بالبيت'' بقناة المستقبل، وتحدث الشاعر زاهي وهبي خلال اللقاء عن علاقته بالشعر والإعلام وفي هذا الصدد أكد زاهي أن مسألة الإعلام والشعر كانت في الأول''مربكة''، فالشاعر يحتاج إلى الهدوء من أجل الكتابة، في حين أن العمل التلفزيوني تتخلله الضوضاء والصخب، وبحكم حبه للشعر، حيث قال''أنا ولدت شاعرا''، لم يرد تضييع حلمه ، وفي نفس الوقت لم ينكر الشاعر الدور الذي لعبه التلفزيون في إيصال اسمه إلى دول عديدة، أين كان الفضل ل في إكسابه الشهرة كإعلامي وكشاعر، ومن جهة أخرى ألقى زاهي اللوم على وسائل الإعلام التي ''أهملت قليلا الشعراء، الأدباء مقارنة مع الموسيقى والغناء''، رغم المكانة الكبيرة التي يحتلها الشعر في الأدب العربي منذ القدم، متمنيا أن يكون الشعر موجودا يوميا، ولا ينحصر في يوم واحد، ''فالحياة لا يمكن أن تكون حلوة دون وجود إبداع فني''، مؤكدا على ضرورة ردم الفجوة الحاصلة بين الشعر، والناس خاصة في المجتمعات العربية، وإيصال تجربته الشعرية الإبداعية بكل الوسائل الممكنة، كما اعتبر من جهة أخرى أنه لا يمكن الحكم على الشعر من ناحية أسلوبه أو شكله، بل وجب الغوص في مضمونه، مشددا على صلته بالقصيدة النثرية هي صلة كما قال تنبع من بئر الشعر العربي وليست القصيدة النثرية المقلدة، معتبرا أن القصيدة النثرية سرها هو التأمل، وابتكار الصورة الشعرية، هذه الأخيرة التي تعوض عن الوزن والموسيقى، وأوضح صاحب البرنامج الشهير ''خليك بالبيت'' أنه ضد تقلص اهتمام الشعراء بالقضايا العربية، وهموم الساحة العربية، والانغلاق في أقفاص فردية'' مشيرا إلى أن ''الشاعر العربي في الألفية الثالثة ابتعد عن هموم الشاعر العربي مقارنة بفترة السبعينات''، حيث أصبحت الأيديولوجية والقومية ترهق الشعر، وتخفف من جمالياته، مضيفا بأنه ''مع شعر الهموم المجتمعية بشرط عدم التخلي عن القيم الجمالية، والشروط الجمالية وانحطاط القصيدة إلى ما يشبه الخطاب السياسي، أما عن جديد زاهي ونظرا للتكنولوجيا الحديثة، فقد فكر الشاعر اللبناني في هذا الشيء خاصة وأن الكتاب فقد قيمته، ووقع عقدا مع شركة روتانا، مؤكداً ''أن الأقراص المدمجة لا تفقد الشعر قيمته الشعرية، أو الثقافية بل إنها تنقل رسالته إلى أكبر شريحة من الناس، وأضاف الشاعر زاهي أنه ينحاز إلى الكتاب فالكتاب، على حد قوله، يقرأ بالحواس الخمسة، لكن ونظرا للغزو التكنولوجي الحالي أراد أن يبقي قيمة الشعر ويوصله إلى آذان المستمعين الذين لا يحبون القراءة. وفي ختام زيارته للجزائر التي تأتي بدعم من وزارة الثقافة الجزائرية، سيطير زاهي إلى العاصمة المغربية الرباط، ليختتم بها جولته التي تقوده لثاني مرة إلى بلدان المغرب العربي، بعد الزيارة الأولى التي قادته منذ سنوات إلى الشقيقة تونس. وجدير ذكره أن الشاعر والإعلامي زاهي وهبي هو أول عربي ولبناني يمنح الجنسية الفلسطينية بمبادرة من السيد الرئيس محمود عباس، وحاز على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، منها درع الكلية الدولية للملكة المتحدة -بلندن، المركز الكاثوليكي للإعلام، كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، المركز العربي للدراسات، والأبحاث فلسطين ؟هولندا، وجائزة سعيد عقل، وللإشارة فإن الشاعر اللبناني زاهي وهبي من مواليد 1964 بجنوب لبنان، حيث عانى الويلات التي مرت بهذه المنطقة اللبنانية، وعاش الحياة بأشكالها وبمراحلها المختلفة، واختبر ما فيها من ابتسامات ومن دموع، من شقاء ومن متع، هذه الحياة شاقة وشيّقة في نفس الوقت، حيث تدرج فيها من طفل يلهو بالوحول وبالأعشاب تحت المطر برفقة الرعاة والقطعان، إلى مقدم برامج يلمع تحت الأضواء، وبين ذاك الطفل وهذا الرجل مسافة طويلة من الأحداث والوقائع، ومن المعايشات والاختبارات، وفي1982 اعتقله الاحتلال الإسرائيلي وسجنه قرابة سنة بين نهاريا وعتليت في فلسطين، ثم في أنصار في جنوب لبنان، وفي 1990 صدور ديوانه الأول ''حطّاب الحيرة''، 1996 انطلاق برنامجه ''خليك بالبيت'' على شاشة ''المستقبل'' وهو مستمر حتى اليوم.