تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام إلى تضييق الوضع على الفلسطينيين في الضفة الغربية كما في قطاع غزة ضمن استراتيجية زاوجت بين السياسي والاستيطاني والعسكري للدفع بالوضع إلى درجة تعفن متقدمة لإيجاد المبررات لسياسة استيطانية وعدوانية ما انفكت تزداد حدة منذ أسابيع .(الوكالات) وانتهت إسرائيل إلى هذه الخطة على خلفية الضغوط الدولية الممارسة عليها بسبب رفضها لمسار السلام رغم إلحاح دولي متزايد من اجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في أفق العامين القادمين وقابلته حكومة نتانياهو برفض قطعي.. وهددت حكومة الاحتلال أمس بشن اكبر عملية عسكرية لإعادة احتلال قطاع غزة بدعوى وقف عمليات إطلاق الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية. وذهب نائب الوزير الأول الإسرائيلي سيلفان شالوم إلى حد التأكيد أن إسرائيل ستكثف من عملياتها العسكرية ضد حركة حماس إلى غاية وقف عمليات إطلاق صواريخ القسام على أهداف في مدن جنوب إسرائيل. وهي ذريعة غير مؤسسة إذا علمنا أن إقدام فصائل المقاومة على إطلاق صورايخها إنما جاء ردا على عمليات اجتياح برية وعمليات قصف جوية ضد أهداف فلسطينية في قطاع غزة خلفت سقوط شهداء جدد. كما أن إطلاق صواريخ غير ذات دقة عسكرية لا يستدعي أبدا القيام بعملية بالحجم الذي يهدد به نائب الوزير الأول الإسرائيلي. ولم يشر المسؤول في حكومة الاحتلال إلى الغارات الجوية التي قامت بها مقنبلات ''اف-16'' ضد السكان المدنيين في غزة وتناسى درجة الرعب التي تركتها في نفوس الأطفال الفلسطينيين الذين لا يجدون أي مأوى للإفلات من ضرباتها وتذكر فقط الخوف الذي ينتاب الأطفال اليهود وهم مختبئين في مخابئ لا يمكن لصواريخ تقليدية أن تخترق جزءا من تحصيناتها. وأصيب ستة أطفال فلسطينيين في غارات نفذتها طائرات مقنبلة إسرائيلية ليلة الخميس إلى الجمعة على أحياء سكنية في مدينة خان يونس بدعوى الرد على إطلاق صواريخ القسام بينما استهدفت في الواقع منشآت اقتصادية كان من بينها معمل للألبان لأحد الخواص الفلسطينيين. وأكدت وزارة الزراعة في الحكومة المقالة أن ضرب إسرائيل لهذا المصنع يأتي في سياق ''الاستهداف المبرمج للمنشآت الوطنية ومصانع المنتجات الغذائية للتأثير على عوامل الأمن الغذائي في القطاع المحاصر''. وأكدت الوزارة أن المعمل تم قصفه للمرة الثانية بعد أن تم إعادة ترميمه من جراء القصف الذي دمره في العدوان الإسرائيلي الأخير الكاسح على القطاع. ولم يجد إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في قطاع غزة أمام التزييف الإسرائيلي سوى توجيه نداء عاجل إلى المجموعة الدولية من اجل التدخل لوضع حد للانزلاق العسكري الإسرائيلي ما جعله يوجه نداء أمس إلى مختلف الفصائل الفلسطينية إلى الحفاظ على ''التوافق الداخلي'' للوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي. وذكر هنية بأن حكومته تجري حاليا اتصالات مع الفصائل ''للحفاظ على التوافق وحماية للشعب الفلسطيني وتعزيزا لوحدته''. ومن جهتها أكدت وزارة الخارجية البريطانية أمس أنها جد منشغلة بالانزلاق الأمني في قطاع غزة. وقال الناطق باسم الخارجية البريطانية أن حكومته تشجع الفلسطينيين والإسرائيليين على تركيز مجهوداتهم على الشروع في مفاوضات غير مباشرة في اقرب الآجال الممكنة تحت إشراف الولاياتالمتحدة.