يطرح بحدة سنويا مشكل النقل المدرسي ضمن الأولويات بولاية الطارف لكونه من الملفات الاجتماعية الحساسة، ويتعلق بالمصير الدراسي لربع تعداد المتمدرسين المقيمين في المناطق النائية والمعزولة. أعدّت مديرية النقل بالطارف عددا معتبرا من وسائل النقل الجماعية والحافلات العمومية والناقلين الخواص، إذ سخرت لهذه الخدمة المجانية 152 حافلة بمجموع 4 آلاف مقعد لفائدة 19 ألف تلميذ متمدرس في الطورين المتوسط والثانوي، وهو ما يعادل ربع التعداد العام للتلاميذ المتمدرسين هذه السنة بالولاية، ويتوزع المستفيدون من هذه الخدمة المجانية عبر 60 موقعا ريفيا معزولا بمحيط 16 بلدية أغلبها بالبلديات الحدودية النائية والداخلية الجبلية، وحسب مديرية النقل فإن وسائل النقل المسخرة للمتمدرسين والتي هي مجانية، كفيلة بتلبية حاجيات التلاميذ ذهابا وإيابا وعلى أساس برنامج زمني يومي يحظى بالمتابعة من قبل القطاع ومدراء المؤسسات التربوية وجمعيات أولياء التلاميذ. وقد تحسنت هذه الخدمة من حيث النوعية، حيث تم جلب 67 حافلة تابعة للبلديات والتضامن، و85 عربة مجهزة للناقلين الخواص، وبفضلها تم القضاء على الوسائل القديمة كالشاحنات المهيأة، من جهتها فإن ميزانية الولاية تدعم سنويا النقل المدرسي بغلاف مالي يصل إلى مليار سنتيم، وتتكفل البلديات بالأعباء المالية الخاصة بمصاريف الوقود والتصليح وقطع الغيار لا تقل في البلدية الواحدة عن 100 مليون سنتيم، حسب ممثلي البلديات الذين يشتكون رداءة الطرقات واهتراءها وخاصة بالمسالك الريفية، مما يتسبب في تعطل الحافلات، الأمر الذي يرتب عنه أحيانا عجز نقل التلاميذ الذين يلجأون إلى الاحتجاجات بقطع الطريق، خاصة إذا تعلق الأمر بمواعيد الفروض والامتحانات المدرسية، وحسب دراسة ميدانية فإن أكثر البلديات تضررا تأتي في المقدمة بلدية بووس الحدودية ثم الشافية وشيحاني بحكم عامل بعد المسافة بين مقر المؤسسة التربوية ونقاط تجمع التلاميذ.