لاينكر اثنان أن القارة السمراء (إفريقيا) استغلتها القارة العجوز (أوربا) والعالم الجديد (أمريكا) لبناء اقتصادياتها وتطوير امكانياتها وبالتالي تحقيق رفاهيتها بالاعتماد على طاقاتها البشرية ومواردها الطبيعية قبل استعمارها واثناء احتلالها وبعد استقلالها. ليس هذا فحسب فقد تسببت القوى الاستعمارية في مآسٍ للشعوب المستعمرة منها الانسانية ومنها البيئية ومنها الثقافية والاجتماعية قبل أن تدير ظهرها لمطالب شعوب القارة بالتعويض عن الاضرار التي خلفها الاستعمار العسكري وعن عمليات النهب التي استهدفت الخيرات السطحية والباطنية دون الاستثمار في البنيات التحتية التي كان يمكن أن تتخذها الشعوب المستقلة كأرضية للتنمية. وها نحن في القرن الواحد والعشرين الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة لاتزال شعوب تئن تحت الفقر والجهل والمرض والنزاعات المسلحة ليس لسبب سوى أن اقتصادياتها منهارة وآلتها الانتاجية منعدمة وبرامج التنمية بها لا تجد من يفي بها بعد إقرارها عبر الهيئات الدولية أو القارية أو الاقليمية. وها هي بلدان افريقية تدق ناقوس الخطر بفعل المجاعة التي تهدد ابناءها في غياب التفاتة انسانية هي في واقع الأمر واجب على الهيئة الأممية ومنظماتها باعتبار هذه البلدان كاملة العضوية فيها ومن حقها الإفادة من مختلف البرامج التي تسطرها المنظمات الدولية لرفع مستوى معيشة الانسان بغض النظر عن لونه أو جنسه أو مكانه وهو ما نسمعه ولانراه في الواقع. من أجل ذلك حق لبعض الدول منها الجزائر أن تنادي بإصلاح هيئة الأممالمتحدة وباقي منظماتها من أجل تحقيق الرفاه الذي تنشده الشعوب المنضوية تحت لواء هذه الهيئة.