دمرت وحدات الجيش الوطني الشعبي خلال شهر مارس الماضي 8545 لغما من الألغام التي زرعها الاستعمار الفرنسي على طول الحدود الشرقية والغربية للوطن، إبان ثورة التحرير المظفرة. فقد أعلن مصدر موثوق أمس، أن وحدات الجيش الوطني الشعبي المكلفة بعملية إزالة الألغام التي زرعها الجيش الاستعماري الفرنسي دمرت 3307 لغما مضاد للاشخاص و592 لغما مضادا للجماعات على مستوى الناحية العسكرية الثانية، فيما تمكنت الوحدات المكلفة بنفس المهمة على مستوى الناحية العسكرية الثالثة من اكتشاف وتدمير 940 لغما منها 932 لغما مضادا للأشخاص و8 ألغام مضادة للجماعات. وتم خلال نفس الفترة بالناحية العسكرية الخامسة اكتشاف وتدمير 3514 لغما مضادا للأشخاص و190 لغما مضادا للجماعات ولغمين اثنين (2) مضيئين. وبهذه الحصيلة الجديدة يرتفع العدد الإجمالي للألغام المكتشفة والمدمرة حتى نهاية مارس 2010 إلى 450753 لغما منها 379426 لغما مضادا للأشخاص و69062 لغما مضادا للجماعات و2265 لغما مضيئا. وكانت الحصيلة الخاصة بسنة 2009 وحدها قد بلغت 78357 لغما تم تدميرها في إطار عملية إزالة الألغام من المناطق التي زرعها الجيش الاستعماري، مع تسجيل معدل شهري خلال نفس السنة قدر ب6529 لغما، بينما بلغت المساحة الإجمالية التي تمت تنقيتها من الألغام في 2009 نحو 512 هكتارا. وحسب ما أكدته مصادر متابعة للعملية، فإن الحصيلة المحققة في سنة 2009 تعتبر حصيلة جد إيجابية بالنظر إلى طبيعة تضاريس بعض المناطق الحدودية التي تجعل الوصول إلى الحقول التي زرعت فيها الألغام ونقلها أمرا صعبا، مبرزة في السياق أهمية التجربة المكتسبة من قبل وحدات الجيش الوطني المكلفة بالمهمة وتطبيقها الصارم للإجراءات الأمنية، وتخطيها لكافة الصعوبات التي تمت مواجهتها في الميدان مع تفادي وقوع حوادث خلال عمليات إزالة الألغام، مع الإشارة إلى أن وحدات الجيش الوطني الشعبي تمكنت خلال شهر فيفري من تدمير 5462 لغما يعود إلى الفترة الاستعمارية. وتخص هذه الحصيلة المقدمة نهاية 2009 وتلك التي يتم تداولها بصفة منتظمة كل شهر، فئة واحدة من الألغام التي التزمت الجزائر بتدميرها كلية في إطار برنامج القضاء على هذه السموم، ويتعلق الأمر بالألغام التي خلفها الاستعمار الفرنسي، في حين بلغ العدد الإجمالي لمختلف أنواع الألغام المدمرة من قبل القوات العسكرية المختصة إلى غاية 31 ديسمبر الماضي 431663 لغما، بينما ارتفع خلال الأشهر الثلاث الأول من السنة الجارية ليصل إلى 450753 لغما. كما سمحت عملية تدمير هذه الألغام من تسليم مساحات إضافية آمنة للسلطات المدنية، بغرض الاستفادة منها لإقامة مشاريع تنموية وتوسيع المساحة المستغلة على المستوى المحلي مع تحسيسها بضرورة إعداد استراتيجيات اتصال تجاه السكان والمتعاملين المحليين للتحلي باليقظة والحذر، في ظل الاحتمالات القائمة حول تغير مواقع الألغام المزروعة جراء الحركة الطبيعية للأرض. ولا يزال خطر الألغام الفرنسية يهدد حياة الجزائريين المقيمين بالمناطق الحدودية الشرقية والغربية، حيث تشير أرقام رسمية إلى أن 3 ملايين لغم من أصل ال11 مليون لغم التي زرعها جيش الاحتلال الفرنسي على الخطوط الحدودية الشرقية والغربية للجزائر بطول 1160 كلم، ما تزال مطمورة وتشكل تهديدا مستمرا ولا سيما على الرعاة والبدو الرحل، ولذلك تسهر قوات الجيش الوطني الشعبي على تنفيذ برنامج التدمير الكلي لهذه الألغام، وذلك بإشراف اللجنة الوزارية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية ''أوتاوا'' الخاصة بالوقاية من الألغام المضادة للأفراد، والتي صادقت عليها الجزائر وكرست نيتها الصادقة بتنفيذها من خلال برنامج تدمير المخزون الوطني من الألغام المضادة للأشخاص المقدر ب150050 لغما، تحت إشراف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة شخصيا، مع مواصلتها لعملية التدمير الكلي لهاته السموم التي يرتقب القضاء عليها بالكامل في سنة .2012