قامت وحدات الجيش الوطني الشعبي خلال شهر فيفري الماضي باكتشاف وتدمير 7916 لغما، على طول الحدود الشرقية والغربية للوطن في إطار عملية إزالة الألغام التي زرعها الجيش الاستعماري بهذه المناطق. وقد ذكر مصدر موثوق في هذا الصدد أن وحدات الجيش الوطني الشعبي على مستوى الناحية العسكرية الثانية تمكنت من اكتشاف وتدمير 4350 لغما مضادا للأفراد و750 لغما مضادا للجماعات و19 لغما مضيئا، فيما دمرت وحدات الجيش الوطني الشعبي على مستوى الناحية العسكرية الثالثة 1548 لغما مضادا للأفراد و14 لغما مضادا للجماعات و5 ألغام مضيئة. أما على مستوى الناحية العسكرية الخامسة فقد تمكن الجيش الوطني الشعبي، حسب نفس المصدر من تدمير 1098 لغما مضادا للأفراد و56 لغما مضادا للجماعات و76 لغما مضيئا. وتبعا لهذه الحصيلة يصل العدد الإجمالي للألغام المكتشفة والمدمرة إلى غاية 28 فيفري الماضي، إلى 372448 لغما، منها 314552 لغما مضادا للأفراد و56521 لغما مضادا للجماعات و1375 لغما مضيئا، وقد سمحت هذه العمليات بتسليم السلطات المدنية المختصة أراضي خالية تماما من الألغام، مع جلب انتباهها إلى ضرورة إعداد استراتيجيات اتصال تجاه السكان والمتعاملين المحليين للتحلي باليقظة، وذلك بالنظر إلى الاحتمالات القائمة حول تغير مواقع الألغام المزروعة جراء حركة الأرض. للإشارة فإن خطر الألغام الفرنسية لا زال يهدد حياة جزائريين أبرياء، حيث تشير أرقام رسمية إلى أن 3 ملايين لغما من أصل ال11 مليون لغما التي زرعها جيش الاحتلال الفرنسي على الخطوط الحدودية الشرقية والغربية للجزائر بطول 1160 كلم، ما تزال مطمورة وتشكل تهديدا مستمرا على أرواح الجزائريين من سكان الحدود ولا سيما منهم الرعاة والبدو الرحل، ولذلك تسهر قوات الجيش الوطني الشعبي على تنفيذ برنامج التدمير الكلي لهذه الألغام والذي تشرف على متابعته اللجنة الوزارية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية "أوتاوا" الخاصة بالوقاية من الألغام المضادة للأفراد. وتبذل السلطات الجزائرية قصارى جهدها، للقضاء نهائيا على شبح هذه المتفجرات، ولاسيما بعد توقيعها على معاهدة "أوتاوا" لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأشخاص، والذي تبعه انطلاق برنامج تدمير المخزون الوطني من الألغام المضادة للأشخاص المقدر ب 150050 لغما، وذلك بإشراف شخصي من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وهو البرنامج الذي يسهر الجيش الوطني الشعبي على مواصلة تنفيذه إلى غاية إنهائه بالكامل في سنة 2012.