قامت وحدات الجيش الوطني الشعبي خلال العام 2009 باكتشاف وتدمير أزيد من 78 ألف لغم من الألغام التي زرعها الاستعمار الفرنسي على طول الحدود الشرقيةالغربية للوطن، ليصل بالتالي العدد الإجمالي للمساحة المنقاة من هذه السموم إلى أكثر من 511 هكتار. فقد أعلن مصدر موثوق، أمس، أن وحدات الجيش الوطني الشعبي تمكنت خلال سنة 2009 من اكتشاف وتدمير 78357 لغما في إطار عملية إزالة الألغام من المناطق التي زرعها فيها الجيش الاستعماري، مشيرا إلى أن الحصيلة الأخيرة للألغام المكتشفة والمدمرة بلغ معدلا شهريا قدر ب6529 لغما لتبلغ بذلك المساحة الإجمالية التي تم تجريدها من الألغام حوالي 511,5 هكتارا. ووصف المصدر هذه النتائج المحققة خلال سنة 2009 بالإيجابية بالنظر إلى طبيعة تضاريس بعض المناطق الحدودية التي تجعل الوصول إلى الحقول التي زرعت فيها الألغام ونقلها أمرا صعبا بسبب الآثار المناخية وانجراف التربة، مبرزا في المقابل أن التجربة المكتسبة من قبل وحدات الجيش الوطني المكلفة بالمهمة وكذا التطبيق الصارم للإجراءات الأمنية مكناها من الأداء الجيد للمهمة، وتخطي كافة الصعوبات التي تمت مواجهتها في الميدان مع تفادي وقوع حوادث خلال عمليات إزالة الألغام، مع العلم بأن عدد هذه الألغام التي تم تدميرها في شهر ديسمبر الماضي بلغ 5064 لغما. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحصيلة تخص فقط فئة الألغام التي خلفها الاستعمار الفرنسي، والتي قامت وحدات الجيش الوطني الشعبي بنزعها وتدميرها خلال سنة 2009 وحدها، في حين بلغ العدد الإجمالي لمختلف أنواع الألغام المدمرة من قبل قواتنا العسكرية المختصة إلى غاية 31 ديسمبر الماضي 431663 لغما، منها 362481 لغما مضادا للأشخاص، 66960 لغما مضادا للجماعات و2222 لغما مضيئا. وقد سمحت تنقية قوات الجيش الوطني الشعبي المكلفة بإزالة الألغام لأزيد من 511 هكتار من الأراضي من تسليم مساحات إضافية خالية تماما من الألغام للسلطات المدنية، قد تستفيد منها لتوسيع المساحة المستغلة على المستوى المحلي مع تحسيسها بضرورة إعداد استراتيجيات اتصال تجاه السكان والمتعاملين المحليين للتحلي باليقظة والحذر، في ظل الاحتمالات القائمة حول تغير مواقع الألغام المزروعة جراء الحركة الطبيعية للأرض. ولا يزال خطر الألغام الفرنسية يهدد حياة جزائريين أبرياء مقيمين بالمناطق الحدودية الشرقيةوالغربية، حيث تشير أرقام رسمية إلى أن 3 ملايين لغما من أصل ال11 مليون لغم التي زرعها جيش الاحتلال الفرنسي على الخطوط الحدودية الشرقيةوالغربية للجزائر بطول 1160 كلم، ما تزال مطمورة وتشكل تهديدا مستمرا لأرواح الجزائريين القاطنين على الشريط الحدودي ولا سيما منهم الرعاة والبدو الرحل، ولذلك تسهر قوات الجيش الوطني الشعبي على تنفيذ برنامج التدمير الكلي لهذه الألغام، وذلك بإشراف اللجنة الوزارية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية "أوتاوا" الخاصة بالوقاية من الألغام المضادة للأفراد. وقد تم تشكيل هذه اللجنة كهيئة رسمية مكلفة بمتابعة تنفيذ برنامج التدمير الكلي للألغام تعبيرا عن النية الصادقة للجزائر التي وقعت على معاهدة أوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأشخاص، وكرست نيتها ببعث برنامج تدمير المخزون الوطني من الألغام المضادة للأشخاص المقدر ب150050 لغما، وذلك بإشراف شخصي من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وهو البرنامج الذي لا تزال قوات الجيش الوطني الشعبي تسهر على استكمال تنفيذه إلى غاية إنهائه بالكامل في سنة 2012.