أعرب وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحوار 5+5 خلال اجتماعهم الوزاري، بتونس، نهاية الأسبوع المنصرم، عن ارتياحهم لاحتضان الجزائر اجتماعا حول البيئة والطاقات المتجددة يومي 25 و26 أفريل المقبلين بوهران، إصافة إلى استقبالهم بارتياح، اقتراح الجزائر، احتضان اجتماع الخبراء الخاص بالأمن الغذائي. وبمبادرة من الوفد الجزائري، قرر الاجتماع الوزاري لمجموعة 5+5 تشجيع وضع مشاريع شراكة بمصالح متبادلة تضمن أمن التموينات بالنسبة للبعض وأمن المنافذ بالنسبة للبعض الآخر''. وبخصوص القضية الفلسطينية، صادقت البلدان الأعضاء في الحوار والمجتمعة يومي الخميس والجمعة على وثيقة عبرت فيها عن ''انشغالها العميق'' إزاء قرارات السلطات الإسرائيلية الأخيرة القاضية بتغيير قواعد إقامة الفلسطينيين في الضفة الغربية لاسيما إذا أسفرت هذه الأخيرة عن إجراءات طرد''. الاجتماع الذي ضم وزراء الشؤون الخارجية لغرب المتوسط والذي يطلق عليه حوار''5 +''5 ومن بينهم وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ونظرائه من إسبانياوفرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطا والمغرب وموريتانيا والبرتغال وتونس، كان فرصة للوزير السيد مدلسي ليجري على هامش هذه الندوة العديد من المحادثات سيما مع نظرائه الإيطالي السيد فرانكو فراتيني والمفوض الأوروبي للتوسع وسياسة الجوار الأوروبية السيد ستيفان فول وكذا مع نظرائه الفرنسي السيد برنار كوشنير بطلب من هذا الأخير، والإسباني السيد ميغال انجل موراتينوس والتونسي السيد كمال مرجان. وقد ناقش المشاركون، على مدى يومين، عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك من بينها الهجرة والأمن الغذائي والتشغيل والطاقة والتغيرات المناخية، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي كانت لها تداعيات سلبية متفاوتة على بلدان المنطقة. ومن المواضيع التي تناولتها الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري للحوار 5+5 الوضع المتردي بمنطقة الشرق الأوسط وأسباب البداية المتعثرة للاتحاد من أجل المتوسط الذي أطلق ببادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عام .2008 كما حرص المشاركون على إيلاء اهتمام خاص للمشاريع الكبرى، على غرار، المخطط الشمسي والطرق السيارة البحرية ومقاومة التلوث في المتوسط ومشروع إحداث بنك اورومتوسطي. وكان وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي قد شارك في اجتماع تنسيقي لوزراء الشؤون الخارجية لدول اتحاد المغرب العربي الذين حضروا إلى تونس، لضمان بلورة رؤية مشتركة تجاه القضايا الثلاث التي تضمنها جدول الاجتماع مع نظرائهم الأوروبيين وهي الأمن، الهجرة، الطاقة والتشغيل وهي القضايا التي مافتئت تدافع عنها الجزائر وتبحث لها عن حل جماعي ضمن هذا التجمع المتوسطي بالرغم من تحفظاتها عليه لاسيما حيال فرنسا التي تقف وراءه حيث تريده الجزائر أداة لتحقيق السلام والرفاهة في أقدم بحيرة. ويمكن القول أن القضايا الخلافية بين الجزائروفرنسا عديدة ومتنوعة، ومن أبرزها، المسائل التاريخية التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية للجزائر. وما تزال مطالب الجزائر بخصوص الاعتراف والاعتذار والتعويض عما أصاب الجزائريين من تقتيل وتدمير تُقابل بتجاهل تام من الفرنسيين. وفي سياق آخر، تطرح خلافات بشأن قضايا تراها الجزائر استراتيجية ترتبط بمصالحها وتتعلق بعضوية إسرائيل في الاتحاد وهو ما ترفضه الجزائر في ظل تعثر مسار السلام في الشرق الأوسط وعدم تسوية قضية الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. ويضاف إلى ذلك، قضية الصحراء الغربية حيث تسجل الجزائر على فرنسا انحيازها للمغرب بضم الإقليم في وقت أدرجت فيه القضية من طرف اللجنة الرابعة للأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار. وبرأي المراقبين فإن الجزائر تريد مكانة متقدمة في هذا التكتل الإقليمي أسوة ببعض دول الضفة الجنوبية لكونها دولة محورية ولها إمكانات ترشحها لدور فاعل في مسار الاتحاد. وتشدد الجزائر في علاقاتها مع فرنسا على البعد الإنساني في كل خطوات التعاون، حيث تؤكد على قضايا المهاجرين الذين يتعرضون إلى معاملات لاإنسانية وخاصة في ظل حكم الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي. وأكد هذا الموقف رئيس الحكومة الجزائرية السابق عبد العزيز بلخادم لنظيره الفرنسي في أول جولة مباحثات بينهما خلال زيارة هذا الأخير للجزائر.