لا تزال العديد من المؤسسات الصحية الجوارية عبر الوطن وعلى الخصوص مصالح رعاية الأمومة والطفولة تعاني نقصا في لقاحات الأطفال والرضع وهي الوضعية السائدة منذ عدة أشهر مما وضع الأولياء في وضع لا يحسدون عليه بسبب تزايد مخاوفهم مما قد يلحق بأبنائهم من مضاعفات كلما تأخر موعد التلقيح. وقد سجلت ''المساء'' الاضطراب الواضح في وفرة العديد من اللقاحات الخاصة بالرضع ببعض المراكز الصحية بالعاصمة لاسيما منها اللقاحات التي يحتاجها المولود خلال الأشهر الأولى من ولادته حيث أصبحت الكميات المتوفرة من هذه اللقاحات محدودة للغاية. وقد أدت هذه الوضعية بالعديد من الأولياء إلى الشروع في رحلة بحث عن لقاح أطفالهم في أي مكان، وكثيرا ما يتم رد الأولياء بحجة أنهم غير مقيمين بالبلدية التي توجد بها العيادة لأن الكمية المتوفرة من اللقاح ضئيلة جدا. ويحذر البروفيسور المختص في طب الأطفال مصطفى خياطي من خطر عودة أمراض الأطفال داعيا إلى الإسراع لوضع حد لنقص اللقاحات. وأرجعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سبب ندرة اللقاحات إلى نقص التزود باللقاح الضروري على مستوى مصالح معهد باستور الجزائر بينما أرجعتها بعض المصادر إلى اهتمام الوزارة في مرحلة سابقة باللقاح المضاد لحمى الخنازير وتجاهلها اللقاحات الأخرى . علما أن نفس الوزارة كانت في وقت سابق أكدت أن لقاحات الأطفال متوفرة بكمية كافية نافية أن تكون هناك ندرة رغم شكاوي الأولياء مما جعل الدكتور خياطي يعتقد أن الخلل يكمن في سوء التنظيم أو التوزيع على مستوى معهد باستور الجزائر بصفته الجهة التي تقوم باستيراد اللقاحات. وفي هذا السياق أوضح أحد المسؤولين بالمعهد أن سبب ندرة لقاحات الأطفال يعود إلى تأخر المعهد في تجديد المخزون منذ أكثر من عام، مما ترتب عنه خلل في كميات اللقاح. وأضاف المسؤول أن ''الحل ليس قريبا، بحكم أن ملحق المعهد الذي نشرف عليه والمختص بتخزين كل أنواع اللقاحات لم يستقبل منذ عدة أشهر أي كمية من اللقاح الخاص بالأطفال، ولهذا يرى أن العملية قد تستغرق بعض الوقت موضحا أن المسؤولين على دراية بهذا الأمر، مع الاعتقاد أن الوصاية ستسارع إلى حل هذه المشكلة. علما أن وزير الصحة كان قد أكد بمناسبة اليوم العالمي للصحة أن ندرة اللقاحات الخاصة بالأطفال والرضع ستختفي نهاية شهر أفريل الجاري. كما ذكر مصدر من مصلحة المواليد الجدد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي فيما يخص الوضعية التي خلفتها الندرة في اللقاحات أن المصلحة عرفت قرابة أربعة أشهر الماضية انقطاعا خاصة في اللقاحات الخاصة بمرض الكزاز وبعض اللقاحات الخاصة بالمواليد الجدد ما خلق حالة قلق لدى النساء على الحالة الصحية لمواليدهن الجدد، ودخولهن في دوامة التنقل بين المصالح المعنية لتقديم اللقاح. وحسب نفس المصدر فإن المصلحة عانت طيلة تلك الفترة من توافد النساء ومواليدهن القادمات من مختلف المناطق بالعاصمة بعدما فشلن في تطعيم مواليدهن في مصالح رعاية الأمومة والطفولة القريبة من مقرات سكناتهن كما تقتضيه الإجراءات. وكشفت عن تزود هذه المصلحة الأم على مستوى العاصمة، مؤخرا منذ حوالي أسبوع تقريبا بكميات معتبرة من اللقاح زادت من حدة الضغط عليها، حيث تتوافد يوميا جميع النساء اللواتي لم تتمكن من تطعيم أبنائهن في المدة المحددة. فمعظم الحالات التي تقصد المصلحة تأخرت عن موعد تطعيمها بشهر تقريبا ما يرفع احتمال إصابتها بالكزاز وبقية الأمراض الأخرى التي يحول التطعيم دون الإصابة بها في سن مبكرة، مما جعل الأمهات المتخوفات على صحة مواليدهن، يتمنين من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الإسراع في تزويد مصالح رعاية الأمومة والطفولة بالكميات الكافية من اللقاح. وتقوم حاليا جميع مصالح رعاية الأمومة والطفولة الموزعة عبر أحياء العاصمة بتوجيه النساء اللاتي يقصدنها لتطعيم أطفالهن ضد الكزاز إلى مصلحة المواليد الجدد بمستشفى مصطفى باشا، باعتبارها المصلحة الوحيدة التي تلقت بعد ندرة دامت 4 أشهر تقريبا كميات معتبرة من هذا اللقاح الضروري لسلامة المواليد الجدد في سن 3 أشهر و6 أشهر، حسب ما أوضحه مصدر مطلع. وأمام هذه الوضعية يبقى مئات الآلاف من الأطفال والرضع ينتظرون توفر اللقاحات على مستوى مصالح رعاية الأمومة والطفولة للاستفادة منها خاصة وأن المصدر الوحيد بعد مصلحة مصطفى باشا الذي أصبح يغطي الحاجة في المرحلة الحالية من حيث مختلف اللقاحات هي بعض العيادات الخاصة وذلك بمقابل مالي ما يعني أن فرصة إخضاع الطفل للتلقيح في الموعد المحدد غير متاح لكل العائلات.