قال مصدر مقرب من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إن اللقاحات الخاصة بالأطفال الرضع متوفرة على مستوى معهد باستور، ولكن لم يتم الإفراج عن كامل الكميات التي تم جلبها، لأنها تخضع للتحاليل في الوقت الراهن، مؤكدا أن الندرة التي تشهدها المراكز الصحية الجوارية تعود إلى التأخر في جلب هذه اللقاحات وكشف المصدر في اتصال مع “الفجر“ أن “سوء تسيير الإدارة السابقة لمعهد باستور تسبب في التأخر في جلب اللقاحات الخاصة بالأطفال والرضع، حيث لم يتم اتخاذ الإجراءات الاحتياطية لعدم الوقوع في مشكلة الندرة، خاصة أن إجراءات جلب اللقاح تستغرق بعض الوقت“. وأضاف ذات المتحدّث أن العديد من المراكز الصحية استطاعت تدبر الأمر بالاعتماد على المخزون المتبقي من الكميات التي تسلمتها في وقت سابق. كما أرجع المتحدّث التأخر في جلب اللقاح الخاص بهذه الفئة إلى إجراءات قانون المالية التكميلي الجديد “الذي أصبح بموجبه معهد باستور الجزائر ملزما بدفع فاتورة استيراد الأدوية والأمصال لفائدة المخابر الأجنبية قبل تسويقها في الجزائر، في الوقت الذي كان يسدد المخبر فواتير المواد الصيدلانية التي يشتريها بعد تسويقها والحصول على العائدات“. وطمأن المتحدث المواطنين بخصوص وجود اللقاح في الجزائر، مؤكدا أنه تم توزيع 1.5 مليون جرعة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال على مختلف المراكز الصحية من أصل 3 ملايين جرعة، في الوقت الذي ما تزال الكمية المتبقية قيد التحليل، مؤكدا أنه “مباشرة بعد الانتهاء من هذا الإجراء تستطيع كافة المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية التقدم للحصول على حصتها من اللقاحاح”. من جهته قال رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي، ل“الفجر“، إن المشكل يتعلق بالدرجة الأولى “بسوء تسيير برنامج تلقيح الرضع بدءا من الوزارة المعنية ووصولا إلى المراكز التي يتم على مستواها التلقيح، والحل للتخلص من المشكل يكمن في تنظيم عملية التلقيح“، داعيا وزارة الصحة إلى السماح للأطباء الجواريين أو ما يعرف بطبيب العائلة بإجراء اللقاح للرضع “فهي ليست حكرا على مصالح الصحة الجوارية أو المستشفيات”. واقترح المتحدّث أن يتم وضع قوائم للأطفال الرضع بمجرد ولادتهم، وعند حلول موعد التلقيح يتم استدعاء الأولياء من أجل جلب أطفالهم للتلقيح، وبهذا يمكن التقليص من المشكل، خاصة وأن عمليات تلقيح الرضع تتم على مستوى المراكز الصحية الموزعة عبر الأحياء. وكان العديد من الأولياء عبروا عن استيائهم من ندرة أو انعدام اللقاحات الخاصة بالأطفال بأغلب المستشفيات والقطاعات الصحية التي يقصدونها لتلقيح أطفالهم ضد الشلل والخناق والسعال الديكي والتيتانوس، مشيرين إلى اضطرارهم للتنقل إلى ولايات أخرى لتلقيح أبنائهم، في الوقت الذي أجبر عدد كبير من الأولياء على اللجوء إلى العيادات الخاصة التي تكفلت بتلقيح أبنائهم، لتنتقل مظاهر الطوابير إلى هذه العيادات التي تقوم بعملية تلقيح الأطفال بمقابل مادي يدفعه ولي الطفل، بينما أجبر الأولياء من الفئة المعوزة التي لا تمتلك الإمكانيات المادية، على انتظار وصول جرعات اللقاح إلى العيادات الجوارية والمستشفيات.