صدر مؤخرا للدكتور أحسن تليلاني كتاب خاص بالأطفال يحمل عنوان »سر الحياة والخط.. نقطة«، وذلك بدعم من وزارة الثقافة في إطار الصندوق الوطني لترقية الفنون والأدب وتطويرها. الطفل ما يزال يشغل الكثير من الأدباء وعلماء النفس والتربية نظرا لعالمه المتجدد والمتفتح المتداخل بين الخيال والواقع حيث تبدأ تتكون شخصية الطفل، وليس هناك من شيء بالنسبة للكبار إلا توجيه الطفل وإرشاده بطريقة تتناغم وعالمه الخاص حتى يتم تكوينه ليتحمل مسؤولياته الاجتماعية والبيئية ويمارس حقوقه الطبيعية بمسؤولية. الأستاذ أحسن تليلاني الذي يشتغل على الأدب العربي بجامعة أوت بسكيكدة، أراد أن يفتح للأطفال نوافذ جديدة وجميلة على الحياة، الحياة التي هي الماء فإذا انعدمت هذه المادة الثمينة من حياتنا انعدمت الحياة، ولهذا اختار أن يذهب بالأطفال من خلال مسرحية حول هذه المادة »الماء«، حيث أراد من خلالها توعية الطفل بأهمية الماء في حياة الإنسان وضرورة المحافظة عليه وهذه هي المسرحية الأولى التي احتضنها الكتاب. أما المسرحية الثانية والتي اعتمد فيها الأسلوب الغنائي الذي يبهر الأطفال ويسحرهم، فتناول من خلالها التكافل الاجتماعي وثقافة السلم والتعاون. اقتربت »المساء« من الأستاذ أحسن تليلاني واستفسرته عن الكتابة للأطفال، حيث أكد أن الكتابة الإبداعية صناعة صعبة وتكون اكثر صعوبة إذا كانت موجهة للأطفال فهي تتطلب الكثير من الدقة والمهارة واستيعاب اعماق الطفل الذي يصعب الحديث عنه ومعه والاستماع الى حاجياته. كما أوضح الدكتور تليلاني أنه من خلال اهتمامه بأدب الطفل يود طرح جملة من المسائل التي لها علاقة وطيدة بمسرح الطفل، منها ما يتعلق بقلة التراكم الثقافي عامة والمسرحي بالخصوص لأعمال الموجهة للأطفال، إذ يعتبر هذه الأخيرة محرومة من الوهج الثقافي رغم حاجاتها الملحة لذلك، كما يشير إليه علم النفس، أن الطفولة أساس شخصية الإنسان، والتوجه الى الاهتمام بثقافة الطفل مازال يشوبه التردد حينا والضعف احيانا، وحتى الحصص والبرامج الإعلامية أقل ما يقال عنها أنها قليلة لا تلبي حاجيات الأطفال والموجود منها هزيل يتميز في معظم الأحيان بالارتجالية وفقدان الاحترافية في ظل غياب المختصين والأكادميين. وألح الأستاذ تليلاني في معرض حديثه على ضرورة استغلال كل الفضاءات المسرحية لبعث نهضة مسرحية قوية، على اعتبار أن أهمية مسرح الطفل لا تكمن في مشاهدة الأطفال للعروض المسرحية فحسب، بل أيضا في مشاركة الأطفال في انجاز العرض كالتمثيل والمساهمة في متطلبات السينوغرافيا، لأن ذلك يساهم في تطوير شخصية الطفل واكتشاف استعداداته والتعبير عن مواهبه الكامنة. للتذكير، كتاب الأستاذ أحسن تليلاني »سر الحياة والخط.. لقطة« يتوزع على صفحة، كما لم يغفل فيه الألوان والرسومات التي تجذب الطفل وتجعله يعيش الرسم واللون لأنه واقعة الافتراضي.