أشرفت السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة أول أمس السبت، على افتتاح الدورة الرابعة لعكاظية الجزائر للشعر العربي 2010 تحت شعار ''الشعر وثقافة المقاومة''، وقد حضر حفل الافتتاح كل من وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بلخادم، وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله وسفراء وشعراء من دول عربية وصديقة. أكدت السيدة خليدة تومي في الكلمة الافتتاحية للعكاظية، على الدور الكبير الذي قام به المغفور له الشاعر الإذاعي عمر البرناوي، الذي تم تكريمه بهذه المناسبة الشعرية الثقافية الكبيرة، وتمثل التكريم في منح أسرته شهادة تقدير واعتراف بدور صاحب رائعة ''من أجلك يا وطني''، كما ذكرت الحضور وضيوف الجزائر على الخصوص بهذا اليوم التاريخي العظيم الذي قدم فيه الجزائريون آلاف الشهداء، ذكرى مرور خمس وستين سنة على مجازر الثامن ماي .1945 وفي استعراضها للثقافة في الجزائر ودور المثقف في تحريك الساحة الثقافية ودفع دواليبها الى المزيد من الإنجازات، قالت السيدة الوزيرة »إن لقاءنا اليوم تحت شعار ''الشعر وثقافة المقاومة''، هو من منطلق إيماننا أنه إن كان الدم هو مهر الحرية فإن الحبر الذي تخط به الكلمات الصادقة هو دم أيضا يسري في شرايين الأمم الواعية بمشاكلها وتحدياتها«. وفي خطابها لضيوف الجزائر الشعراء العرب الذين جاؤوا من جمال الكلمة وتألق الجملة، والذين حملوا فوهات الحروف كالذين حملوا فوهات البنادق والمدافع، قالت السيدة الوزيرة، أن » ضيوف الجزائر الأفاضل وأبناءها الأعزاء من فحول الشعراء وملوك القوافي، لأكبر دليل على أن الكلمة المقفاة لازالت وستبقى فلكا جامعا لأمتنا العربية وخطوة هامة في الاتجاه الصحيح للنهوض من جديد واستئناف دورنا الحضاري والثقافي للتواصل والحوار مع الحضارات الأخرى...«. كما ذكرت السيدة تومي الشعراء بالقضية الفلسطينية التي مازالت تشكل رأس القضية العربية، حيث قالت: » كانت فلسطين تاج شرف على رأس الجزائر وهي تحضن فعاليات القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية لسنة .2009 وستبقى فلسطين تاج فخر وشرف على رؤوسنا جميعا«. بعد كلمة الافتتاح بدأ الشعر متألقا وبرزت القوافي كعارضات أزياء من أفواه الشعراء لتطرز فضاءات قاعة الموقار نجوما شعرية كانت المقاومة البداية، حيث تفجرت الكلمات أنغاما وألغاما، فتقدم الشاعر أمير الشعراء 2009 حسن محمد البعيتي بإلقاء كلمة باسم وفود الشعراء من سوريا الشقيقة، حيث أشاد بدور الشعر والشعراء وألقى بعض الأبيات ألهمته بها الجزائر، حيث قال : ''موطن الحب قد أتيت سفيرا فاعذريني إن نسيت الكلاما''... وبعد كلمات أمير شعراء العرب ,2009 اعتلى المنصة الشاعر عبد الله حمادي حيث ألقى قصيدة وهي تحية إلى الجزائر قال فيها : '' قدر الجزائر أن تكون أكبرا وتكون سفرا للعروبة أخضرا'' كما أهدى قصيدة للمقاومين العراقيين عنونها ب ''القصيد الانتحاري'' قال في مستهلها : ''يكفيك من شرف الوجود نزالا''... وبعد الدكتور عبد الله حمادي صدح بلبل مغربي هو الشاعر محمد علي الرباوي بقصيد تحت عنوان ''الهاتف''. واهتزت القاعة بالتصفيق والزغاريد حين صعدت الشاعرة السودانية روضة الحاج المنصة، حيث غنت هي أخرى للجزائر قائلة : ''إليك.. إليك.. إلى جبهة الثائرين الأباة تشدّ الرؤى وتشدّ الرحال''... كما ألقت قصيدة الخنساء تحت عنوان ''في ظلها يستريح القصيد''، وتعاقب الشعراء بعدها يلقون قصائدهم في أمسية عكاظية موقارية تفجر فيها الشعر وسال أنهارا. للتذكير، فإن عكاظية الجزائر للشعر العربي 2010 التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام تحت الرعاية السامية لمعالي وزيرة الثقافة، ستتواصل فعالياتها بقاعتي الأطلس والموقار إلى غياة 12 ماي الجاري بين أماس شعرية ومحاضرات وندوات فكرية.