أشرف مساء أول أمس، السيد عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية بقاعة "الموقار" على افتتاح الدورة الثالثة لعكاظية الجزائر للشعر، والتي انطلقت هذه السنة بمناسبة القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية تحت شعار "القدس في ضمير الشعر العربي" تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية وإشراف وزارة الثقافة والديوان الوطني للثقافة والإعلام وبحضور وزراء وسفراء وشعراء عرب والتي تدوم فعالياتها إلى غاية يوم السبت القادم. بدأ العرس الشعري لعكاظية الجزائر الذي يدوم إلى غاية السبت القادم بقاعة "الموقار" بعزف النشيدين الوطنيين الفلسطينيوالجزائري بحضور السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية والسيد عز الدين ميهوبي كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال ووزير التضامن والأسرة والجالية المقيمة في الخارج السيد جمال ولد عباس وسفراء وشعراء وشخصيات وطنية وثقافية. استهل الافتتاح السيد سمير مفتاح بكلمة ترحيبية بالضيوف من وزراء وسفراء وشعراء نيابة عن مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، السيد لخضر بن تركي، ذكر من خلالها بالدورتين السابقتين للعكاظية، مشيرا إلى أن الدورة الثالثة هذه التي تندرج في إطار "القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية" ليصعد إلى منصة الشعر "الوزير الشاعر" السيد عبد العزيز بلخادم ليلقي كلمة شاعرية راقية خاطب من خلالها شعراء الأمة ولسان بوحها وضيوف أرض الشهداء أرض الجزائر التي قدست الشهادة من أجل الحق والعدل. وذكر السيد الوزير الحضور بالجزائر التي شهدت ذات يوم الإعلان عن دولة فلسطين السيدة، وتوقف مطولا أمام رياض الشعر العربي مذكرا بروعته وملازمته لقضايا وهموم الأمة قائلا: "ما أروع الشعر حين يحمل هموم الأمة وما أوثقه حين يقف جانبها أيام المحن وما أصدقه حين يغني الوطن"، وعرج السيد بلخادم على أهمية القصيدة المقاومة والشعراء الذي اعتبر أقلامهم ليست كبقية الأقلام لأنها لا تقول إلا حقا ولا تنطق إلا صدقا لأنها العاطفة القوية اتجاه الأمة واتجاه القضية قضية فلسطين الحبيبة. ولم يتوقف السيد الوزير عن التذكير بأهمية الشعر والشعراء معتبرا رائحة الحبر كرائحة دماء الشهداء تنطلق من نقطة واحدة عزة الوطن وتحريره وكرامته، الوطن كل الوطن. وتطرق السيد بلخادم إلى القدس وموضوع العكاظية "القدس في ضمير الشعر العربي"، مؤكدا أنه عنوان يجمع كلمات مقدسة مشتقة من أسماء الله الحسنى القدوس، والقدس هذه المدينة التي قدسها الله باسمه. وخاطب السيد بلخادم الشعراء قائلا: "الشعر أيها الشعراء بقدر ما هو من الوحي والإلهام بقدر ما هو متعة ومعاناة، أنتم العارفون بخفايا وخبايا الشعر، أنتم فخر الأمة ومدادكم مستقبلها الباسم، أنتم في وطنكم الذي يقدر لكم حضوركم، هذه العكاظية التي تذكرنا بأيامنا الخوالي، أيام الشعر الذي كان ديوان هذه الأمة، كان يرفع أقواما ويحط أقواما، إننا نعي كل الوعي ما للشعر من دور في حياة الأمم والشعوب خاصة ونحن ننتمي لأمة الشعر الذي بقي وحده حيث اندثرت كثيرا من معالمنا". وفي هذا الموقف الشعري أمام عظمة القدس التي حاول السيد بالخادم أن يرفرف على مآذنها قبل أيام وهو بالأردن جاشت قريحته على ما أعتقد بهذه الأبيات التي قالها ولم ينسبها لشخصه في قصيدة رقيقة تشبه قصيدة لابن زيدون وكان مطلعها: "يا شاعر العرب ما للدهر يرزينا نروم وصلا وبالابعاد يقصينا" وأكد وزير الدولة في آخر كلمته أن الجزائر حكومة وشعبا مع مناصرة القضية الفلسطينية. أما كلمة السيدة وزيرة الثقافة، خليدة تومي، فقد قرأها نيابة عنها ممثلها الخاص، السيد محمد سيدي موسى، والتي اعتذرت في مستهلها عن غيابها عن هذا الحدث الثقافي العظيم، وتطرقت الوزيرة في كلمتها إلى عملية الهدم والاغتصاب التي تتعرض لها مدينة القدس، حيث قالت: "إن عملية الهدم المبرمج لمعالم المدينة وشطب بيوت سكانها العرب وإقامة المستوطنات رغم أنف قرارات الأممالمتحدة، وسرقة أراضيهم، وإرهابهم اليومي والتضييق عليهم، وحرمانهم الذي غدا من يوميات الإنسان الفلسطيني، وإقامة حائط العار العازل، وتبديد حقول الزيتون، تلك الأشجار الدهرية التي عبرت بظلالها واخضلالها عتبات القرون كشاهد حي على مظالم الزور....كل هذه الفصول المتعاقبة في مظلمة العصر على فلسطين .. تدعونا كشعوب عربية وكنخب ومؤسسات وحكام إلى توحيد الجهود وجمع الشمل ..للدفاع عن قضية العرب المركزية فلسطين". وبعد الاستماع إلى كلمة الوزيرة الموجهة للحاضرين والمشاركين تم تقديم أناشيد وأغاني فلسطينية ومقاطع موسيقية وقصائد شعرية من شعراء عرب من فلسطين، الجزائر، الإمارات العربية، المغرب وسوريا، مصر، البحرين، قطر، السعودية والعراق.