احتضن المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية بالحراش تحت إشراف مديرية التربية وسط، يوما دراسيا يدخل ضمن الأيام الدراسية التي ينظمها المعهد في إطار اصلاح المنظومة التربوية التي تهدف الى صيغة العمل بالمشاريع وكذا البحث الميداني التجريبي. وتضمن جدول الأعمال ثلاثة محاور أساسية تخص تحليل الأنشطة للتقويم. فضلا عن بناء الاختيارات التحصيلية، وفي هذا الصدد ذكر السيد لعروسي رئيس دائرة البحث التربوي على مستوى المعهد المذكور، أن الهدف المتوخى من هذا الملتقى، هو إنشاء خلية تفكير تهتم بإنجاز دراسة بحثية تجريبية محدودة بالزمان والمكان بخصوص بناء الاختبارات التحصيلية التي تكون محل مرجع أساسي ضمن التوثيق التربوي للمعهد، وتعد بمثابة نموذج للامتحانات والمسابقات التي ينظمها المعهد مستقبلا لمختلف الأسلاك التربوية خالية من الأخطاء لا تشوبها شائبة، على حد تعبيره. وقد وقع الاختيار هذه المرة على أساتذة اللغة العربية بالنظر إلى كون اللغة وعاء تصب فيه كل الاهتمامات التربوية. ومن جهته اعتبر الدكتور كمال عبد الله أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، أن الأساليب المنتهجة في عملية التقويم ارتجالية وغير صحيحة ولا تخضع للمقاييس العلمية عموما. وبالمقابل ذكر أهم المراحل التي ترافق عملية إعداد الاختبارات التحصيلية وحصرها في مواصفات هي الصدق، الثبات والشمولية التي ترتكز على ثالوث التشخيص، الوقاية والعلاج. وفي نفس السياق يرى المحاضر ان المناهج التربوية المعتمدة لا تتماشى وأهداف المقاربة بالكفاءات في الوقت الراهن من خلال مداخلة أكاديمية مطولة. وقد خص المنظمون الفترة المسائية للحديث عن اللغة العربية كظاهرة نفسية والطريقة المثلى التي يجب انتهاجها عبر الأنشطة المتعددة لترسيخها سليمة في أذهان المتعلمين، وكذا تبسيط مفهوم التقويم عن طريق المقاربة بالكفاءات وخصائصها. ومن جهتهم استحسن الأساتذة المبادرة من خلال المناقشة الحادة والمثمرة التي ميزت هذا الملتقى الذي وصف برفيع المستوى، فضلا عن إماطة اللثام عن الكثير من المصطلحات الجديدة التي كانت مجهولة من قبل في نظرهم.