وصفت الجزائر علاقتها مع الصين بالنموذجية، لا سيما بعد توقيع رئيسا البلدين على إعلان إقامة الشراكة الاستراتيجي، وأشارت إلى أن علاقات التعاون والشراكة بين الصين والبلدان العربية في السنوات الست الأخيرة قطعت أشواطا معتبرة في مختلف المجالات. وقال وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي في خطاب بمناسبة الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي انعقد بتياجين الصينية يومي 13و14 ماي الجاري، أن العلاقات الجزائرية الصينية، أثمرت خاصة بعد توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجي في نوفمبر ,2006 بإرساء تعاون نموذجي في المجال الاقتصادي والاستثماري وتحويل التكنولوجيا وتطوير الموارد البشرية، بالإضافة إلى إقامة حوار وتشاور سياسي بناء بين البلدين. وأشار السيد مدلسي بشأن العلاقات العربية الصينية، إلى أنه بفضل الالتزام المشترك في إطار المنتدى فإن الشراكة الاستراتيجية العربية الصينية ستحقق نتائج مثمرة، تتجاوز حتما الشراكة الثنائية، نظرا لفرص التعاون الهائلة التي تنجم عن تكامل الإمكانات التي يتوفر عليها الجانبان، ''وبفضل المستوى المتطور الذي بلغته كل من الصين والدول العربية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية'' أبرز وزير الشؤون الخارجية استراتيجية العلاقة بين الطرفين بالقول ''إن المكانة التي أصبحت تحتلها البلدان العربية والصين في العالم، تفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى، ضرورة مواصلة التشاور والحوار من أجل تنسيق المواقف تجاه القضايا الدولية والجهوية ذات الاهتمام المشترك''. وضمن هذا المنظور، ترى الجزائر مثلما أكد عليه الوزير مراد مدلسي، أن الجانبين مطالبان بمواصلة جهودهما المشتركة الرامية إلى إصلاح ودمقرطة منظومة الأممالمتحدة. وأكدت الجزائر على لسان وزير خارجيتها في هذا السياق، أن علاقات الصداقة والتضامن بين الجانبين تستوجب العمل على تأكيد مواقفهما الداعمة للقضايا العادلة، مضيفة في هذا الصدد، أن الدول العربية لا تتردد في الإعراب عن موقفها الداعم لمبدأ الوحدة الترابية للصين، كما لم تتردد الصين من جانبها في الدعوة إلى الإسراع في حل قضية الشرق الأوسط وفق الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ومواصلة الضغط على إسرائيل لثنيها عن الاستمرار في مشاريعها الاستيطانية، وتمكين سوريا من استعادة الجولان المحتل. وبعد أن شددت الجزائر على ضرورة إرساء قواعد صلبة لتعاون فعال وجاد لمحاربة ظاهرة الإرهاب انطلاقا من البعد الجماعي للأمن في العالم، دعت الطرفين العربي والصيني إلى الإسهام بفعالية في ترقية فكرة حوار الحضارات وتحالفها بما يعزز قيم التعايش السلمي والاحترام بين أتباع كل الديانات. وجددت الجزائر في هذا السياق تنديدها ورفضها لمختلف الحملات المغرضة التي يتعرض لها ديننا الإسلامي الحنيف.